✍️الشاعر المهجري:نسيب عريضة
- وُلد نسيب عريضة في مدينة حمص في آب/ أغسطس من عام 1887م
- أبرز محطات حياته:
أُغرم نسيب بالقراءة والتأمل عن الطبيعة والحياة منذ صغره، فقرأ العديد من الكتب في الأدب العربي خاصة الدواوين الشعرية، ثم بدأ يكتب الشعر في مختلف موضوعات الحياة وغلب على شعره التأمل.
- هاجر نسيب عريضة إلى "نيويورك" عام 1905 طلبًا للرزق.
- نشر مقالاته وأشعاره في جرائد المهجر مثل "الهدى ومرآة الغرب والسائح".
- أسس في "نيويورك" مطبعة باسم "الأتلنتيك" عام 1912.
- في عام 1913 أصدر نسيب مجلة شهرية أسماها "الفنون" وأعطاها الكثير من جهده وفكره، وكانت من أرقى المجلات الأدبية في المهجر.
وقد ساهم فيها كبار أدباء المهجر أمثال "جبران خليل جبران" و"ميخائيل نعيمة" و"إيليا أبو ماضي" و"رشيد أيوب" و"عبد المسيح حداد" و"وليم كاتسفليس" و"ندره حداد" وجميع أعضاء الرابطة القلمية.
- في عام 1920 أسس "نسيب" مع رفاقه "جبران خليل جبران" و"ميخائيل نعيمة" و"إيليا إبو ماضي" و"ندره حداد" و"رشيد أيوب" جمعية الرابطة القلمية وتولى "جبران" رئاستها و"نعيمة" مستشارها، وعاشت الرابطة حوالي أحد عشر عاما.
- بعد توقف مجلة الفنون تسلم رئاسة تحرير جريدة "مرآة الغرب" لصاحبها "نجيب دياب"، ثم انتقل إلى جريدة "الهدى" لصاحبها "نعوم مكرزل".
- أثناء الحرب العالمية الثانية عمل موظفًا في مكتب الأخبار بالولايات المتحدة، أمضى فيه مدة سنتين ثم استقال واعتزل العمل لإصابته بمرضٍ في الكبد والقلب.
- مؤلفاته:
- صدر ديوانه الوحيد "الأرواح الحائرة" سنة 1946 بعد فترة قصيرة من وفاته، واحتوى على 95 قصيدة.
- "أسرار البلاط الروسي" وهي روايةٌ مترجمة عن الروسية.
- "ديك الجن الحِمْصي" وهي قصةٌ منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، •"الصمصامة" وهي أيضًا قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، بالإضافة لمقالات وفصول مختلفة نشرها في مجلات وجرائد المهجر.
- نموذجان من شعره:
1-أنات شاعر
حَدَّثَ الشاعرُ عن نُورِ القَمَر
وافتِرارِ الليلِ عن ثغرِ السَحَر
عن شُمُوسٍ سَطَعت أنوارُها
تَملأ الأرضَ سُروراً والبَشَر
عن رِياضٍ فَتَحت أحضانَها
لعِناقِ الصَبِّ في ظِلِّ الشجَر
عن جمالِ الغيدِ في فِتنَتِهِ
عافَ هاروتُ الخُلُودَ المُنتَظَر
عن عُيونٍ حَلَّها سِحرُ الحَوَر
وخُدودٍ مَسَّها لُطفُ الخَفَر
وقُدودٍ قد طَغى الحُسنُ بها
جائراً جَورَ اقتِدارٍ وظَفَر
ينظُرُ الصَبُّ إِليها كَلِفاً
حَسبُهُ من نَظرَةٍ بعضُ الوَطَر
عن نُفوسٍ ظَفِرَت في عَيشِها
بالذي يرجو مُحبّ قد صَبَر
عن ليالٍ عَبَرَت ما عابَها
في التَلاقي والرِضى إِلّا القِصَر
عن أمانٍ لألأت في لَيلِها
فاز راجِيها بها قبلَ السَحَر
عن حياةِ المَجدِ والحبِّ كما
يَشتَهيها رَهطُ فرسانِ السَمَر
عن جِنانٍ وُعِدَ الخَلقُ بها
وعلى كَوثَرِها نِعمَ المَقَرّ
كلُّ هذا مُطرِبٌ تَسمَعُهُ
نفسُ مَحزونٍ فيُنسِيها الكَدَر
وأنا أَحسِبُ نفسي شاعراً
جاشَ في قلبي عزِيفٌ من وَتَر
وَتَرٌ واهٍ على ألحانِهِ
يَسكَرُ القَلب ويُفشِي ما سَتَر
ضاقَ ذَرعاً بالأسى لكنَّهُ
ظَلَّ في كِتمانِهِ حتى انفَجَر
فاسمَعُوا أناتِهِ تَروي لَكم
رَجعَ ما رَدَّدَهُ صوتُ الغِيَر
عن ظلامِ العَيشِ عن سجنِ البقا
عن فَيافي التيهِ عن ظُلمِ القَدَر
عن ليالي الوَيلِ عن قَطعِ الرَجا
عن دنوِّ البَينِ عن بُعدِ المَفّر
عن خِداعٍ عن شَقاءٍ عن شَجى
عن فِراقٍ عن دُموعٍ عن سَهَر
عن شَقيٍّ عن أبيٍّ عاثِرٍ
عن شَرِيدٍ عن نَبيٍّ مُحتَقَر
عن فقيرٍ حاسدٍ طَيرَ السَما
عن طَريدٍ ما لَهُ العُمرَ مَقَرّ
عن عَذاري بَذَلت أعراضَها
في سَبيلِ العَيش بِئسَ المُتَّجَر
عن ديارٍ بعدَ مجدٍ خَمَلَت
وبَنُوها الصِيدُ صاروا في النَفَر
ما بَقى من عِزٍّ أجدادٍ لهم
غيرُ ذِكرى مَن غَدا ضِمن الحُفَر
عن وكم من أنَّةٍ في وَتَري
في صَداها عَنعَناتٌ عن خَبَر
باطلاً تَرجُونَ لَحناً مُفرِحاً
قَطَّعَت أطرَبَ أوتاري العِبَر
فَدعُوا قلبي معَ الباكِينَ في
مأتَمِ العَيشِ على حالِ البَشَر
- 2-أخي يا أخي
يا أخي، يا أخي، المصاعب شتى
وبعيد مرادنا والموارد
وأمام العيون درب عسير
لم تسر قبلنا عليها الأوابد
مظلم، موحش، كثير الأفاعي والسعالي المستهويات الطرائد
غير أن المسير لا بد منه
إن أردنا إدراك بعض المواعد
فلنسر في الظلام، في القفر، في الوحشة في الويل، في طريق المجاهد
فلنسر أعزلين إلا من الحق سلاحًا
والفكر حاد وقائد
وإذا اشتدت الذئاب عواء
فلنقابل عواءها بالنشائد
وإذا احلولك الظلام أضأنا
مشعل القلب مثل نار المواقد
يا أخي، يا رفيق عزمي وضعفي
سر نكابد، إن الشجاع المكابد!
فإذا ما عييتُ تسند ضعفي
وأنا بعد ذا لضعفك ساند
سر ؛تقدم لكي نخط طريقًا
لأُباة الهوان عند الشدائد
يا أخي، يا أخي، المصاعب شتى
غير أنَّا في سيرنا غير واحد
فلنسر، فلنسر، وإما هلكنا
قبل إدراكنا المنى والمواعد
فكفانا إنَّا ابتدأنا وإنَّا
إن عجزنا فقد بدأنا نشاهد!