:
تأملات في قصيدة :"حروف راقصة ... على سطور مشتعلة" للشاعر المبدع :موسى الشافعي
بقلم:محمد الأمير
*مقدمة:
إشراقة الروح الوطنية وهي تسري في جسد أي نص شعري ؛سريان النهر الهادىء ؛ملمح لاتخطئه عين المتلقي الواعي ؛إذ نرى النظرة تتجه اتجاها فورياً لاستخلاص النزعات الإنسانية التي دفعت الشاعر ؛ومدى أهميتها في حياته ؛قرباً وارتباطاً .
وغالباً لايركض الشاعر في مضمار الوطنيات ركضاً فدائياً متجلياً ؛ إلا إذا ترسخت أهم المعاني الجوهرية في نفسه؛واستقرَّت خيوطها الدقيقة في أعلى مراتب وجدانه؛ هنالك وفي بحيرته الصافية؛ يطلق أنغامه المرنانةتراتيل أخاذة؛مشحونة بانفعالاته الحارّة؛ومكتنزة بعظائم القيم التي أشرقت في جنبات روحه ؛قبل أن تظهر للعيان في نتاجه الإبداعي المكتوب.
هي إذن تجربة فنية؛يأتلق فيها إحساس الشاعر ائتلاقاً واضحاً ملموساً؛ تجربة موادها الأولية ؛مستمدة من عناصرجوهرية ؛لانزاع فيها ؛ويمكن إجمالها في نزعة الوفاء الخالص ؛ممزوجة بقيم الولاء؛والفداء؛ وصدق الانتماء؛ومادار في هذا الفلك الإنساني الخصيب.
وهذا الكيان الشامخ العظيم؛-ممثلاً في مملكتنا الحبيبة إلى قلوبنا جميعاً- استحقَّ الخيرية بجدارة؛ منذ بزوغ شمسه الأولى؛ حتى يومنا الشاهد؛ حملتنا أرضه؛ كما تحمل الأم الرؤوم وليدها اليافع(وهناً على وهن)؛ إنْ في أحشائها في الدورة المتكاملة ؛وإن على تراقي صدرها منذ أن كان(في المهد صبيا) ؛سواءً بسواء.
واحتملتنا أيضاً في مراحل الطيش والنزق؛والتقلبات المختلفة ؛على مرِّ الليالي والأيام ؛ مارأيناها ساخطة ضجراً ؛ولالمحناها تنظر إلينا شزراً ؛
في مثل ينابيع هذا الجو الإنساني الوارف الظلال؛نبت جناح قصيدة شاعرنا؛واكتملت أجزاؤها الضرورية ؛لتمكنها من الطيران ؛والتحليق بعيداً في أجواء الجمال الوطني الآسر؛ وأبعاده الشاسعة.
*المطلع الأخاذ.
استهلَّ شاعرنا قصيدته على هذا النحو:
مَـا الـبَـدرُ ؟ مَـا الـمُـشْـتَرِي ؟ مَـا الـشَّـمْـسُ ؟
مَـا زُحَــلُ ؟؟
وأنْـتِ أعْـظَـمُ مَـا قَـدْ تَـلْـمَـحُ الـمُـقَــلُ !!!
وكَـيْـفَ أمْـدَحُ بِـالأَشْـعَـارِ فَـاتِـنَـة ً
عُـيُـونُـهَـا مِـنْ ضِـيَـاءِ الـوَحْـيِ تَـكْـتَـحِــلُ ؟!!
مَـاذا سَـيَـكْـتُـبُ شِـعْـرِي فِـي مَـدَائِـحِـهَـا
وثَـوْبُـهَـا بِـرَسُـولِ اللهِ مُـتَّـصِــلُ ؟!
إنِّـي عَـذِيـرُكَ يَـا شِـعْـرِي إِذَا صَــمَـتَـتْ
مِـنْـكَ الحُـروفُ .. وغَـطَّـى وجْـهَـكَ الـخَـجَــلُ !!
مَـا مَـرَّ حَـرْفٌ بِـسَـطْـرِي وَهْـوَ َيَـذْكُــرُهَـا ..
إلَّا أضَــاءَ ..
وكَـادَ الـسَّـطْـرُ يَـشْـتَـعِــلُ !!
وكَـيْـفَ أخْـلُـقُ يَـا شِـعْـرِي لَـهَـا لُــغَــةً
خَـضْـرَاءَ تَـرْقُــصُ فِـي مِـحْـرَابِـهَـا الـجُـمَــلُ !!
يُلاحظ في ذلك المقطع عدة جماليات متلألئة؛وظفها الشاعر توظيفاً محكماً منها:
براعة الاستهلال القائم على عنصر الاستفهام بما ؛وفي هذا الاستخدام اللافت ؛مرآة تعكس لنا مقدار الدهشة
التي حلَّت بالشاعر؛ وكادت تفقده توازنه ؛ومحاولة استحضاره من مشاهداته الكونية الملموسة ؛مايمكن أن يتوازى مع مرائيه التي فاقت الخيال المحدود؛أوعلى الأقلّ ما يطفئ غُلَّة البحث في الكائنات الأخرى من نظائر ؛ تقترب شخوصها من هذا الكيان الاستثنائي المتجاوز حدود الفكر وآماده.
وفي الإطار نفسه تبرز لنا علامات استفهام أخرى؛"كماذا ؛وكيف" ؛مؤكدة بذلك حالة الشاعر النفسية؛ورؤاه الساحرة المتسمة بطابع الفرح والدهشة الغامرة؛وعمق المحبة والانتماء لهذا الوطن أرضاً وسماء.
لقد بدا شاعرنا )وكأنه مستغرق في حلم لذيذ ماتع؛ تمر أمامه المشاهد المتوائمة ؛ضاحكة مستبشرة ؛ضاجَّة بالحياة من حوله؛فالأذن ترى؛والعين تسمع ؛وللشعاع طعم ؛وللصدى رائحة:كمافي هذه الإسباغات التي حشدتها ريشته الفنية: "حرف أضاء" ؛لغة خضراء؛ونخلٌ له رئة"؛الخ ؛تلك اللقطات التشخيصية المفعمة بدقة الشعور ؛ورهافة الإحساس.
يجنح الشاعر بعد تلك التساؤلات المتفجرة حباً وولاء؛وفي غمرة جيشانه الشعري العارم ؛إلى التقاط ماأمكن جمعه من أوصاف تليدة؛رآها وأحسّها في قرارة نفسه؛وسأحاول إجمالهافي هذا الإطار.
*القيم الفنية والتعبيرية .
-اختيار الألفاظ الموحية بعناية فائقة ؛على سبيل المثال:عصرت؛عاقر؛يشتعل ؛أثمر ؛أمزج ؛جنَّ"الخ
_______________
-بروز عنصر التشخيص؛ كما في قوله:
"وَ رُحْــتُ أمْــزِجُ كَــأْسِــي .. مِـنْ لــمَــى فَـمِــهَــا "
وفي قوله:
"لَـمْ تَــرْنُ بِـالـبِـشْـرِ عَـيْـنـَاهَـا إِلـى بَــلَــدٍ"
وفي قوله:
"إلَّا نَـمَــا فِـي حَـشَـاهَـا بَـعْــدَهُ
َبَــطَــُل" !!
وفي قوله:
عُـيُـونُـهَـا مِـنْ ضِـيَـاءِ الـوَحْـيِ تَـكْـتَـحِــلُ ؟!!
_______________
*جانب من الصور الفنية المشخَّصة أيضاً:
- تشبيه القصائد الشعرية الطنانة؛بالحسناوات مجيدات فن الرقص؛ في مهرجان احتفالي أنيس ؛أتيح للشاعر حضوره؛على حدّ تعبيره:
-شَــهِــدْتُ رَقْــصَ الـقَـوَافِــي .. وَ هْــيَ تَــحْـتَــفِــلُ !!
-تشبيه أحرف الإشادة ؛في مقام تمجيد الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه ؛بالعسل الصافي ؛كما في قوله:
َمَـلِـيـحَـةٌ كُــلَّـمَـا رَدَّدْتَ أحْـرُفَـهَـا
َتَـزَاحَـمَ الـشَّـهْـدُ فِـي فَـكَّـيْــكَ والْـعَـسَــلُ !!
-تشبيها بالمرأة ذات الحسن الرباني الفائق ؛كما في قوله:
وكَـيْـفَ أمْـدَحُ بِـالأَشْـعَـارِ فَـاتِـنَـة ً
تشبيه المسير إليها ؛وإثبات التعلق بها ؛والولع بمعاني حسنها ؛والرهان على بقائها خالدة في الضمير؛ بصورة محسوسة ؛ يفوح منها عبق الأصالة ؛ بالإبل المحتشدة ؛وحنينها الدائم ؛للأماكن التي ارتبطت بها وتغلغت ؛كما في قوله:
نَــسِـيـرُ فِـي إثْــرِهَــا .. سَــيْــرَ الـشَّـغُــوفِ بِــهَــا
كَـمَـا تَـسِــيـرُ إلـىٰ أعْـطَــانِـهَــا الإِبِـــلُ !!
_______________
*توظيف بعض الاقتباسات القرآنية والنبوية ؛مثل (بِـأَيِّ آلاء) ..
و ( أَسْـكَـنْـتُ مِـنْ ُذُرِّيـَّـتـِـي)
و"قُـرَابِ الْأَرْض".
_______________
*الخلاصة:
أستطيع أنَّ شاعرنا القدير الملهم ؛ تأنق في حشد المعاني الكبرى؛مستمداً رواء معانيه؛ وطرافتها ؛وحيويتها؛ من الخصوصية؛التي امتازت بها مملكتنا منذ فجر التاريخ ؛ومكانتها الرفيعة على سائر أمم الأرض.
وفيما يتعلق بالقدسية التي وهبها الله لهذه الأرض ؛ يلتفت شاعرنا التفاتة رائعة ؛في إشارة منه للجموع الهائلة التي تهفو قلوبها إليها؛ فيصدح قائلاً:
لِـنَـحْـوِ مِـلْـيَـارِ وَجْــٍه .. قِــبْـلَـةً مَــثُـلَــتْ
عِــنْـدَ الأََذَانِ إذَا قَــامُــواْ لِــيَـبـْـتَـهِــلُــوا !!
خصَّ الله -في ضوء تجربة شاعرنا- (أرض الكرامة)؛ بالمهابة والجلال ؛وزوَّدها بفضائل جمةّ لاعداد لها؛ وتوَّجها بعظمته ؛وحكمته؛وحسن تدبيره؛ عندما اصطفى مدينتيها "مكة وطيبة" ؛لتكونا بذلك منطلقات رسالاته السماوية إلى الناس أجمعين ؛ وإشعاعات نور نبيّه الهادي الأمين ؛ثم قيّض-جلَّ جلالُه- لتثبيت دعائمها؛
على مرِّ التاريخ؛ حُكَّاماً حُكماء نبلاء ؛بماتعنيه الكلمة ؛حلَّت محل السواد بعيونهم ؛وفطنتهم ؛ونباهتهم ؛ فكأنها ماكانت تصلح إلا لهم ؛ وكأنهم ماكانوا يصلحون إلا لها-وفقاً لتعبير أبي العتاهية.
وهي منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز؛ رحمه الله ؛و بزوغ شمسها الساطعة على يديه -"والشمس لاتخفى بكل مكان" -دستورها التشريعي النافذ إلى قيام الساعة؛قائم على جناحين متلازمين ؛لاانفصام بينهما: "القرآن الكريم؛وسنّة النبي الكريم عليه صلاة الله وسلامه.
ووفقاً لناموس الحياة؛ ومقتضيات الحضارة ؛ طفقت تسير سيراً حثيثاً في استكمال رحلة البناء الحضاري ؛إلى أن اتصلت حلقات نهضتها المباركة ببعضها البعض ؛فإذا هي في التصوّر العام ؛ثابتة؛ مطردة ؛دفَّاقة بالخيرات والطيبات؛ومقوّمات العيش الكريم ؛على يد أبنائه المخلصين الذين تتابعوا من بعده؛مستنيرين بنهجه القويم ؛وخطواته الواثقة السائرة على الصراط المستقيم ..
ولله ما هتف به أديب جازان الفذّ ؛أستاذ الأجيال: حسن القاضي ؛يوم صدحت قيثارته بوتره المرنان؛
في معرض قصيدة له بقوله:
من أين يأتيني البيانُ وقد غدتْ
أنشودة الساري ولحن السامر
تهفو القلوب إلى رباها خُشَّعاً
مابين طالب حاجةٍ أو زائر
عبدالعزيز إمامها وحسامها
ومنارها رغم العداء السافر
ماساقها نحو المشانق ظالماً
بل ساسها بقوارعٍ وزواجر!
وانتماؤنا الوطني لهذا البلد المعطاء؛لايتعارض مع الانتماء للعقيدة الإسلامية الصافية ؛هو انتماء ؛سمته المصداقية الطبَعية؛رضعناه مع ألبان أمهاتنا ؛وهنَّ يصلن؛ ويجلن بنا في بقاع أراضي الوطن؛وحقوله الفسيحة ؛ البيضاء منها؛ و الخضراء؛ والشقراء ؛والناعمة رمالها منها ؛والجافّة أيضاً ؛فهو إذن حقيقي النزعة؛متوائم مع الانتماء العقدي تماماً؛ لامجرد بهرجة شكلية ؛وادّعاء زائف؛من شأنه أن يفضي بنا إلى التقوقع الفارغ ؛أو الاستعلاء القبيح ؛معاذ الله.
__________________
*نهاية المطاف
هذه إضاءة سريعة مختصرة؛ أقرب ماتكون إلى محاولة إبراز معالم الخطوط العريضة التي امتاز بها نص شاعرنا القدير ؛وما تضمنه من بعض الخصائص الفنية التي أومأت إليها ؛مما مازجت روح الشاعر ؛ومارت في وجدانه الشغوف بوطن الشموخ والإباء ؛وكأنها مناجاة داخلية أو كما يسمونه في لغة النقد الحديث "مونولوجاً داخليا".
مع عاطر التحايا القلبية لشاعرنا وللقراء الفضلاء.
🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦
( حروف راقصة ... . على سطور مشتعلة )
إلى مقام .. وطني الغالي ..!!
شعر / موسى الشافعي !!
مَـا الـبَـدرُ ؟ مَـا الـمُـشْـتَرِي ؟ مَـا الـشَّـمْـسُ ؟
مَـا زُحَــلُ ؟؟
وأنْـتِ أعْـظَـمُ مَـا قَـدْ تَـلْـمَـحُ الـمُـقَــلُ !!!
وكَـيْـفَ أمْـدَحُ بِـالأَشْـعَـارِ فَـاتِـنَـة ً
عُـيُـونُـهَـا مِـنْ ضِـيَـاءِ الـوَحْـيِ تَـكْـتَـحِــلُ ؟!!
مَـاذا سَـيَـكْـتُـبُ شِـعْـرِي فِـي مَـدَائِـحِـهَـا
وثَـوْبُـهَـا بِـرَسُـولِ اللهِ مُـتَّـصِــلُ ؟!
إنِّـي عَـذِيـرُكَ يَـا شِـعْـرِي إِذَا صَــمَـتَـتْ
مِـنْـكَ الحُـروفُ .. وغَـطَّـى وجْـهَـكَ الـخَـجَــلُ !!
مَـا مَـرَّ حَـرْفٌ بِـسَـطْـرِي وَهْـوَ َيَـذْكُــرُهَـا ..
إلَّا أضَــاءَ ..
وكَـادَ الـسَّـطْـرُ يَـشْـتَـعِــلُ !!
وكَـيْـفَ أخْـلُـقُ يَـا شِـعْـرِي لَـهَـا لُــغَــةً
خَـضْـرَاءَ تَـرْقُــصُ فِـي مِـحْـرَابِـهَـا الـجُـمَــلُ !!
أَوْقِـدْ عَـلَـى الـطِّـيـنِ يَـا هَـامَـانُ واْبْـنِ لَـنَــا
صَـرْحـاً إلـىٰ الـنِّـصْـف ...
ِ مِـنْ أمْـجَـادِهَـا يَـصِــلُ !!
الـبـَحْـرُ .... شَـيءٌ يَـسِـيـرٌ مِـنْ مَـنَـائِـحِـهَــا
واْلـغَـيْـثُ ...أبْـخَـلُ مِـنْـهَـا حِـيـنَ يَـنْـهَـمِــلُ !!
والـشَّـمْـسُ ... أدْنَـىٰ قَـلِـيـلًا عَـنْ مَـكَـانَـتِـهَــا
والـرِّيـحُ ...أبْـطَـأُ مِـنْـهَـا حِـيـنَ َتَـنْـتَـقِــلُ !!
والـمَـوْتُ ...أسْـكَـنُ مِـنْـهَـا عِـنْـدَ هَـدْأَتِـهَــا
والـنَّـارُ ....أَهْـدَأُ مِـنْـهَـا حِـيـنَ تَـنْـفَـعِــل !!
تِـلْـكَ الـسُّـعُـودِيَّــةُ الـعُـظْـمَـىٰ إذَا وَقَـفَــتْ
َفَـلْـتَـنْـتَظِـمْ خَـلْـفَـهَـا الأَعْــلَامُ والــدُّوَلُ !!
َمَـلِـيـحَـةٌ كُــلَّـمَـا رَدَّدْتَ أحْـرُفَـهَـا
َتَـزَاحَـمَ الـشَّـهْـدُ فِـي فَـكَّـيْــكَ والْـعَـسَــلُ !!
أمُّ الـيَـتِـيـمِ .. وَ غَـوْثُ الـمُـسْـتَـغِـيـثِ بِـهَــا
ِبِـأَيِّ آلائِــهَـا .. يَـا حَــرْفُ أْنشْـغِــلُ !!!
مِـنْ عَـهْـدِ ( أَسْـكَـنْـتُ مِـنْ ُذُرِّيـَّـتـِـي ) وَ لَـهَـا
فِـي ذِرْوَةِ الـمَـجْـدِ تَـارِيــخ لَــهُ ثِـقَــل !!
بِـهَـا أُقِـيـمَـتْ لِـبَـيْـتِ اللَّــهِ أعْـمِــدَةٌ
مِـنْ نُــورِ وَجْـهِـكَ يَـا أللَّــهُ .. تَـكْـتَـمـِلُ !!
ونَـخْـلُ طَــابَـةَ مَـازَالَـتْ لَـهُ رِئَــةٌ
مِـنْـهَـا أُعِــدَّ لِـطُـهْـرِ الـمُـصْـطَـفَـى نُــزُلُ !!ِ
لَـمْ تَــرْنُ بِـالـبِـشْـرِ عَـيْـنـَاهَـا إِلـى بَــلَــدٍ
إِلا وَ أثْـمَـرَ فِـيـهِ الـسَّـعْــدُ والْأمَــلُ !!
أَرْضُ الـكَـرَامَــةِ .. لَـمْ يَـهْـلِـكْ لَـهَـا بَـطَــلٌ
إلَّا نَـمَــا فِـي حَـشَـاهَـا بَـعْــدَهُ َبَــطَــُل !!
لِـنَـحْـوِ مِـلْـيَـارِ وَجْــٍه .. قِــبْـلَـةً مَــثُـلَــتْ
عِــنْـدَ الأََذَانِ إذَا قَــامُــواْ لِــيَـبـْـتَـهِــلُــوا !!
حَــبْـلٌ مِـنَ اللهِ مَـوْصُــولٌ بِـمُـهْـجَـتِــهَـا
وأيُّ حَـبْــلٍ مِـنَ الـرَّحْـمَــٰنِ يَــنْـفَــصِــلُ ؟ !!
لَـمَّـا عَــشِـقْـنَـا بِـصِـدْقٍ طُـهْـرَ طِـيـنَـتِـهَــا
وَ وَافَـقَ الـقَــوْلَ فِـي هَـذَا الـهَـوَى الـعَـمَــلُ !!
َصَـاغَ الـرَعِـيَّـةُ والـحُـكَّـامُ مَـلْـحَـمَــةً
مِـنَ الـمَـوَدَّةِ فِـيـهَـا يُــضْـرَبُ الـمَـثَــلُ !!
وسَـابَـقُــوا الـدَّهْــرَ فِـي تَـحْـقِـيـقِ رُؤْيَــتِــهِـمْ
شَـعْــبٌ طَــمُــوحٌ وعَـهْــدٌ مَـا بِــهِ دَخَــلُ !!
ونَـظْــرَةٌ لاْقْــتِـصَـادٍ وَارِفٍ وَ يَــدٌ
بَـيْــضَــاءُ مِـنْ حَــاكِــمٍ آلاؤُهُ فُــضُــلُ !!
وَ دَوْلَــة ٌ..كُــلُّـنـَـا فِـي حُـبِّـهَــا رَجُــلٌ
ومَــا أحَــبَّ سِــوَاهَــا ذَلِــكَ الــرَّجُـــلُ !!
نَــسِـيـرُ فِـي إثْــرِهَــا .. سَــيْــرَ الـشَّـغُــوفِ بِــهَــا
كَـمَـا تَـسِــيـرُ إلـىٰ أعْـطَــانِـهَــا الإِبِـــلُ !!
وإِنْ أتَــتْ مَــرَّةً ذَنْـبـاً وَ مَـعْـصِــيَــةً
- وعِـصْـمَــةُ اللهِ قَـدْ فَـازَتْ بِـهَـا الــرُّسُـلُ - !!
جِـئْـنَـا لَـهَـا بِـقُـرَابِ الْأَرْضِ مَــغْـفِــرَة ً
لِــكُــلِّ ذَنْــبٍ بِــهِ عَــفْـوٌ وَ مُــغْــتَـسَــلُ !!!
عَـصَــرْتُ فِـكْــرِي .. فَـسَـالَــتْ نِــصْـفُ قَــافِــيـَـةٍ
بِـهَـا الــتَّـمَـاهِــي بِـحُــبِّ الأرْض ..يَــكْــتَــمِــلُ !!
وَ رُحْــتُ أمْــزِجُ كَــأْسِــي .. مِـنْ لــمَــى فَـمِــهَــا
بِــمَــاءِ زمْــزَمَ .. يَــحْــلُــو الـحُــبُّ وَ الــغَــزَلُ !!
وحِـيـنَ عَــاقَــرَ حَـرْفُ الـضَّــادِ سَــوْرَتَــهَــا ..
شَــهِــدْتُ رَقْــصَ الـقَـوَافِــي .. وَ هْــيَ تَــحْـتَــفِــلُ !!
لا تَـسْــأَلـواْ الآنَ حَــرْفِــي ... كيـْـفَ جُــنَّ بِــهَــا
فَـلَـيْــسَ يُسْــأَلُ ..
عَــمَّــا يَـفْــعَــلُ
الــثـَّـمِــلُ !!