الشاعرة :لورا الأسيوطي.
1925م-1977م
*مولدها ونشأتها وأهم محطات حياتها:
ولدت في مدينة المحلة الكبرى (محافظة الغربية - مصر) وتوفيت في القاهرة.
عاشت حياتها في مصر، وزارت عددًا من الدول الأوربية.
أكبت على تثقيف نفسها بنفسها، إلى جانب متابعتها لعدد من الدراسات الحرة، فحصلت على شهادة «الباشو» ثم «الفيلو» (الفلسفة) من المعاهد الفرنسية، كما حصلت على دراسات من «السوربون».
عملت ناقدة ومترجمة و«سينارست»، وقد مارست هذا العمل في الصحافة والمعاهد المختلفة.
كانت عضوًا في رابطة الأدب الحديث، إلى جانب تأسيسها لندوة الشعر بـ«نادي الوافدين» وكانت مشاركة فعالة في المهرجانات الأدبية والشعرية في مصر وخارجها.
أحرزت عددًا من الألقاب، فقد عرفت بـ«شاعرة الثورة»، ورائدة شعر الرحلات، وصاحبة مدرسة الشعر السياحي.
الإنتاج الشعري:
- لها عدد من الدواوين: «مرفأ الذكريات» - «صيحة الشعوب» - و« الزورق الحائر»، و« رحلة حلوان»، ونشرت لها صحف عصرها عددًا من القصائد ؛ ولها ملحمة شعرية عنوانها «مصر الخالدة» ؛تتكون هذه الملحمة من ألف ومئة وعشرين بيتًا؛وهي ملحمة تاريخية وسياحية وصفية لحضارة مصر منذ عهد الفراعنة.
الأعمال الأخرى:
- لها بعض القصص المترجمة عن اللغة الفرنسية.
*مكانتها الشعرية:
شاعرة عاشقة، شعرها نزوع نحو معانقة الجمال، محبة للحياة في حدود من القيم والأخلاقيات.
تعتبر رائدة في مجال شعر الرحلات، فمعظم شعرها وصف للبحر والآثار والأماكن السياحية، ولها شعر وطني تعبر من خلاله عن انتمائها المصري وقضايا أمتها العربية، كما كتبت في الرثاء، خاصة قصيدتها في رثاء «عباس محمود العقاد».
يبدو تأثرها الواضح بأقرانها من شعراء مدرسة أبولو: كإبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وغيرهما.
أشاد بشعرها كل من: عباس محمود العقاد، ومحمد فريد أبوحديد، وكامل الشناوي، وغيرهم.
لغتها رقراقة تتسم بعذوبتها، وخيالها طليق؛التزمت الشكل التراثي في بناء قصائدها مع ميل إلى التنويع والجدة في أنساق اللغة والتخييل.
*جوائزها:
حصلت على الجائزة الأولى في الشعر عن قصيدة «أنا الثورة» في مهرجان الشعر الخامس لكُتّاب آسيا وإفريقيا الذي أقيم بالإسكندرية عام 1962؛إلى جانب حصولها على الميدالية الفضية من محافظة القاهرة عن قصيدتها (رسالة الإنسان العلم والإيمان).
نموذج من شعرها:
من قصيدة: أنت أنثى
أَمضَّهُ الحزنُ يبدو في مُحَيَّاها
وتمتماتٌ مضت توحي بشكواها
فراح يسأل مرتاعًا أيا عجبًا
تبكي ومن يا تُرى في القوم أبكاها؟
يا للعيون عيونُ الحُور أدمعُها
تجري وماذا من الأحداث أجراها!
قولي بربكِ ماذا كان فانتفضتْ
في خفّةِ الطير وافتَرَّت ثناياها
واستطردتْ ورَوَتْ ما كان بينهما
وما أفاض عليها حين ناجاها
قالت دعاني إلى روضٍ تظلِّله
يدُ الطبيعة حيثُ الوَرْد حَيَّاها
في ظل أيكٍ على شطٍّ تمور به
ريحُ الصَّبا حيث يسبي العينَ مرآها
وقد تحيَّرتُ ماذا أرتدي وأنا
ومن أُحِبّ مع الأزهار نَرعاها
ورُحتُ ألبس ثوبًا ناصعًا ألِقًا
في ساعةٍ من حياتي ما أحيلاها
واختَرتُ عِقدًا وقرطًا أَلَّفا معه
أنشودةً حلوةً قد طاب معناها
ودُرتُ أنظرُ في المرآةِ في عجبٍ
إلى مفاتنَ سحرُ الـحُبِّ حلاها
منْ بعدِ حسنٍ يَدُ الأحزَان تَعصفُه
أرى جمالاً سرى بالحبِّ تيَّاها
سعدتُ بالحبِّ إن الحب مسعدَةٌ
لكلِّ فاتنةٍ الحزنُ أضناها
وتُهتُ بينَ عطوري أَيُّها حسنٌ
أعطرُ شانيلَ أم أربيجُ أنقاها؟!
وجاءَ نحْوي يشمّ العطرَ في وَلَهٍ
ومسَّ خدي برِفقٍ قائلاً آها
وعادَ نحوي يقولُ العطرُ أسكرَني
وذلك الزيُّ آهًا منه أوّاها
فقلت هل بهما أعجبتَ وحدِهما
إذن أضعتَ مُنًى قلبي تَمنّاها
فقال لا ليستِ الأزياءُ فاتنتي
قوامُك الغضُّ للأزياءِ حلاّها
الذوقُ ذوقُك منذُ البَدءِ أَعرفُه
على ثيابِك أسماها وأحلاها
يا عذبةَ الصوتِ قولي وانشدي نغمًا
فدفءُ صوتِك للأسماعِ أشجاها