مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
زارني في منامي شخصٌ أهابه. كان يرتدي جلباباً أسودَ.
جرّني ناحية الجنوب موسعاً خطاه.
في آخر الشارع سلكنا زقاقاً ترابياً مغطى بأوراق ميتة.
توقفنا أمام مقبرة..
جمُدَتُ للحظة مبتلعاًريقي،
بينما ظلّ هو يتلفت يمنة ويسرة ثم دفع بابها الحديدي.
كنتُ أحاكيه في تخطي القبور، حتى وصلنا قبراً مفتوحاً!.
تفرّسني بعينيه اللامعتين قائلاً:
” إنّ ساعتك قد أزفت”
ثم أخرج يده من تحت سترته، فرأيت مخالباً بأشكال هندسية! .
استيقظت صارخاً في العتمة.
أشعلتُ المصباح، ورحتُ أكمل واجب الرياضيات…!
لطالما ظننت أن الأشرار فقط في عالم السينما والدراما والقصص والروايات وأفلام الكرتون ، مثل ترمونيدر والرجل الزئبق ، سبايدر مان والجوكر والسنافر وشرشبيل ، خصوصا وأنا أعيش في مدينة الجهراء حيث كنا ونحن أطفال صغار ،، أبواب البيوت مفتوحة ونضع خيط لفتح القفل إن أقفل ليفتحه نساء الجيران دون دعوة لمجرد احتساء شاي الضحى والأهالي يعرفون بعضهم بعضًا، ويعرفون أصدقاء أولادهم ،ولايوجد لصوص، وإذا سرق بيت علمنا أنه من خارج الحارة، وهي من النوادر تحدث وإن كان هناك لص في الحارة نجد أنه يسرق من حارات أخرى ويحفظ بيوت جيرانه حتى اللصوص كان عندهم شيمة ومبدأ , لا يسرقون جيرانهم ولا أصدقاءهم .
وذات مساء عندما تجاوزت الساعة العاشرة وحان وقت الرحيل من بعد حفل عشاء أقامة أحد الأصدقاء في ديوانيته; لمناسبة عامة وعندما خرجت من باب الديوانية وصاحب الديوانية معي ليوصلني الى الباب ، فجأة توقفت سيارة بنتلي فاخرة، ونزل منها رجل يرتدي بشتًا ومعه صديق، وشاهده صاحب المجلس واستغرب حضوره; حيث أنه لم يقم بدعوته، ولكن عرف من هو، وهلا ورحب به وهذه من العادات العربية الأصيلة الترحيب بالضيف وإكرامه حتى وإن جاء من غير دعوة ، والغريب في الأمر أنه عرفني وسلم علي تسليم حار جدا ،وقال ألست الأستاذ غيلان ؟ فقلت نعم، فقال إني أعرفك جيدا، وقال صاحب الديوانية إذا يا غيلان حياك معا ،لا تغادر الآن طالما السيد مسلمة يعرفك ،وسحبني معه صاحب الديوانية وأنا مستغرب ومستنكر، والأدهى من ذلك أنه عندما دخل الديوانية قام بسحر كل من يجلس فيها حيث بقي القليل وأكثرهم غادر بعد تناول طعام العشاء ، وجلس في صدر المجلس ومرافقه الذي معه جلس بقربي وأخرج هاتف الأيفون وأخذ يصوره، ومن ثم قال لمرافقه صور الأستاذ غيلان ،وقام بتصويري وقال لي تعال عندي صور معي، وما إن هممت بالوقوف لأصور معه تحت أضواء الموبايل والتصوير امتلكت نفسي وقلت: كفى!
وثبتّ في مكاني، وقلت لصاحب الديوانية ماهذا الكلام؟
لمَ التصوير؟ ومن السيد مسلمة ولقد عصف بنا مثل طوفان؟
دخل الديوانية فقال صاحب الديوانية هذا السيد مسلمة وكيل أحد الأمراء وهو من أهل الخير، فقلت والنعم به ولكني لم أسمع به ،وما يجب أن يأمرني بأن أقوم كي أصور معه ومن هذا المرافق الذي معك هل هو موظف عندك ؟
فقال :كلا هذا خوي ،فقلت حياك الله في ديوانية صاحب المكان وأنا أريد المغادرة.
أستأذن السلام عليكم، وعندها وقف وقال كلمة ما أنزل الله بها من سلطان علي الطلاق مانت ماشي حتى تأخذ البشت.
ونزع العباءة التي كان يرتديها وألبسني إياها أمام الجميع، وقال أنت شاعر كبير مثل المتنبي وأحمد شوقي وأريد أن أسمع منك وكأنما قام بسحر ما ،وهناك نوع من السحر يستخدم في العين للسيطرة على الشخص الآخر ،وفعلا جلست وقلت بعض من قصائدي والمصور يصور ولكني لاحظت أن المصور يبتسم ابتسامة صفراء كأنه غير مرتاح عما يحدث وطال الليل ودون مبرر حدثني عن سيارته البنتلي وأنه يريد أن يبيعها ورمى المفتاح إلي وأمسكت به وقلت لم هذا ! فقال إن كنت تقبلها عطية مني فقلت كلا عافاك الله وأرجعت له المفتاح وأنا في قلق وتوتر حتى صار بعد منتصف الليل والناس غادروا الديوانية وبقيت أنا وصاحب الديوانية ومسلمة وصاحبه المصور ،وما إن غادرنا جميعا حتى استذكر السيد مسلمة شيئا، وقال لي: أستاذ غيلان استميحك عذرا أن ترجع لي البشت لأنه هدية من أحد الأصدقاء، ولك بشت جديد وأنا لا أهدي الملبوس فقال صاحب الديوانية لا يجوز أن ترجع بعطائك في أعراف العرب، فقلت لم أطلب البشت وقمت بنزعه وإرجاعه له وصاحب، الديوانية على حرقه ،قال لك بشت عندي فقلت غير مهم، والسلام عليكم.
ومشيت إلى منزلي ،وفي صباح اليوم التالي واذا بالتلفونات والرسائل الكثيرة التي ملأت جوالي حتى كاد ينفجر وما إن شاهدت الواتس وإذا بي هاشتاق في تويتر أني امتدحت الشيخ مسلمة وحصلت على البشت والسيارة البنتلي واستغربت فاتصلت على صاحب الديوانية فقال إنه لا يدري عن شيء، ولايعرف الرجل ولا يعرف جواله كي يتواصل معه، وأغلقت الجوال والاتصالات تتزايد والقروبات تبعث رسائلا، فاتصلت على صاحب الديوانية مرة أخرى وقلت له أن يبحث عن رقمه ويأتي به إلي وإلا سوف أقدم بلاغا بالمخفر، فقال اصبر قليلا هو شاهده في ديوانية رجل يعرفه وجاري البحث عنه وأغلقت الجوال وفتحت مقاطع اليوتيوب والتيك توك والسناب شات واذا المقاطع منتشره في وسائل التواصل وبعد ذلك أخذت أبحث عن السيد مسلمة في غوغل من يكون ومن هو واذا به مصور مع أمراء ووزراء وسفراء وأعضاء مجلس أمه وشخصيات عامة وأثناء بحثي شاهدت المصور الذي معه يتحدث مع أحد أصدقائي فقلت لربما يعرفه وفعلا بحثت عنه بالجوال واتصلت عليه وأخبرته عن الشخص الذي معه وأرسلت له المقطع، فقال نعم أعرفه، فقلت أرسل لي رقمه وفعلا أرسله واتصلت عليه فلم يجب بالبداية ،واتصلت عليه مرة أخرى، فرد علي فأخبرته بما حدث وأنا لم أمدحه ،إنما قرأت بعض النصوص الشعرية وقام بعمل مونتاج حتى البشت لم آخذه من ولم أخذ السيارة أرجوك امسح المقاطع او اجعله يمسحها، أو سوف أشتكي بالمخفر ،فقال لي لا تشتكِ عليه فأنت إن اشتكيت لن تأخذ منه حقًا ولا باطلً، وهذا مايريد إلا الضوء الإعلامي والترندات.
فقلت أريد أن أكلمه وقال صدقني لن تأخذ منه لا حقا ولا باطلا ولكن أنا سوف أعلمك بطريقة ترجع بها حقك، تعال بعد ساعة في المقهى في صناعية الجهراء وفعلا بعد ساعة جلست أنتظر في المقهى، وإذا به جاء إلي وسلم وجلس، وقال لي صدقني أنا ليس لي ذنب، أنا فقط أصوره وأبعث له بالصور، وهو فاتح عدة حسابات يديرها بنفسه باسم محبين سيد مسلمة، فقلت أنت تصوره!
فقال إنه ممسك علي شيكات تضعني بالسجن ولا أستطيع أن أسددها .
فقلت طيب وكيف يمسح المقاطع فقال
هل رأيت البشت الذي كان يرتديه وأهداه لك ورجع وأخذه مرة أخرى؟
فقلت نعم ،قال هذا البشت يوجد به سحر لا أدري كيف حصل عليه وأنا شاهد عيان على عدة حوادث حدثت مثلما حدث معك. سواء مع شاعر أو فنان أو لاعب كرة و خصوصا ،مع المشاهير يسحرهم به ويهديهم ويرجع يأخذ البشت مرة أخرى ودائما يزور الناس في آخر الليل بعدما يذهب الشيوخ والشخصيات المهمه; لأنهم دائما يغادرون بسرعة قبل أن يصبح الحفل مزدحما فقط يأتون لأداء الواجب ويغادرون ،لكثرة أشغالهم وهو يعرف متى يزور ومتى يغادر .
فقلت له: لمَ كل هذا !؟
فقال :سوف تعرف بنفسك، تعال معي وحينها كان العصر قد دخل بعد رحيل الظهيره وطال الظل، وركبنا في سيارتي من الجهراء حتى وصلنا إلى منطقة بعيدة.
فقلت هل يسكن هناك؟
فقال نعم فأهل الجهراء لا يعرفونه ومن طيبتهم يرحبون بكل من جاءهم ،وفي يوم من الأيام دخل ديوانية في الجهراء، ووجد شخصًا يعرفه من المنطقة البعيدة وهرب من الديوانية .
وصلنا إلى منزل متواضع، وقال أنزل معي أريد أن أريك شيئا، وكان المنزل رأس نافذة، وهناك شباك يطل على الممر في منطقة محجوبة الرؤيا، وجلسنا نطل من الشباك وإذا به يضع البشت في غرفة زجاجية في وسط الصالة وفجأة يستيقظ من النوم ويمشي في الصاله يلبس السروال والفانيلة ويضع يده على العلبة الزجاجية وينظر إلى البشت وما حوله ومن ثم أمسك التلفون ووضعه على السماعة، وشغل أغنية عرضه مني عليكم يا هلا العوجا سلام ومن ثم أخرج البشت ولبسه ورقص به وتمايل بطريقة جنونية، فقال لي :هل عرفت لماذا يعمل ذلك؟
إنه مجنون ،يشعر بالنقص، ليس له أصل ولا فصل وأبوه مسجون ،وأمه انتحرت والكل يحقره ويقلل من قيمته، فوجد البشت إذا لبسه احترمه الناس، فقلت البشت ليس كل شخص يلبسه وهو ليس مقياس.
فقال :نعم صدقت، ولكن هو مريض ويحتاج الى التنفيس، فقلت وكيف تأخذ البشت ؟
فقال :أريد منك أن تطرق الباب وما إن يمعالج أتي اليك ليفتح الباب حاول ان تلهيه حتى أدخل واسرق البشت فقلت له يستطيع ان يحصل على بشت آخر، فقال لي كلا إن في البشت سر ،وسوف تشاهد جنونه بعدما نأخذه منه ،وفعلا ذهبت إلى الباب وطرقته عليه وبعد ان فتح الباب لي وصدم عندما شاهدني وحاول أن يستضيفني وأنا رفضت وقلت أرجوك امسح الصور والقصائد في وسائل التواصل فقال :كلا لن أمسح شيئا، واذهب إلى المخفر.
فقلت آذن أريد البشت فقال ليس لك عندي شي، وأنا أعطيتك البشت ولم استرجعه منك هل يوجد دليل عندك !؟
أنا عندي تصوير وأنا أعطيك البشت.
فقلت والسيارة؟
لم كل هذا؟!!
فقال هكذا، افهمها كما شئت .
وسمعت بوق سيارتي، وعندها عرفت أن صاحبة سرق البشت وغادرت المكان متوعدا وهو دخل الى الداخل وانا مشيت في سيارتي والبشت معنا وعندها قال لي اتصل على رقمه وأخبره أنك سرقت البشت منه ،ولن ترده إلا إذا مسح المقاطع ويرجع لي الشيكات.
فقلت :اتصل عليه !
فقال: كلا انت اتصل، وفعلا قام بتلقيني للرقم وأنا أتصلت عليه حتى رد على الهاتف، وهو يصرخ فضحكت عليه وشغلت السبيكر وهو يسمع فقلت له امسح كل المقاطع وارجع الشيكات التي اخذتها من صاحبك فقام بالتهديد والوعيد انه يريد البشت وإلا سوف يقدم بلاغا بالمخفر. فقلت له قدم فأنت أعطيتني البشت أمام العالم والشيكات، لاتهمني .
فقال له صاحبه قدم شكوى لن اهتم ادخلني اسجن ان استطعت أفضل عندي من حياة العبودية فأغلقت الهاتف في وجهه فقال لي لا تخف، لن يشتكي، فهو يريد البشت ،صدقني سوف يجن حتى يحصل عليه.
ورجعت إلى منزلي، وقال لن يتركك حتى يأخذ البشت.
وفي المساء اتصل علي يريد أن يرجع الشيكات، ويمسح التصوير ،ويأخذ البشت. فتواعدنا لنلتقي عند صاحبنا الأول راعي الديوانية، وكان الاتفاق أن نلتقي بعد صلاة المغرب أي في أول الليل، ونحتسي القهوة ويعطيني الشيكات التي كتبها على صاحبه وارجع له البشت ويمسح مقاطع الشعر في حساباته الوهميه وهكذا انتهت القصة كلا لم تنتهي بعد عدة أشهر وانا في منطقة العديلية دعاني أحد الأصدقاء على حفل زواج في صالة الميلم وكان العشاء بوفيه مفتوح ، يفتح البوفيه بعد صلاة المغرب لمن أراد ان يتناول العشاء ويغادر متى شاء وكان حينها الساعة الثامنة مساء بعد صلاة العشاء مباشرة وبينما أنا ممسك الطبق واملأه من البوفيه وقعت عيني على شخص يرتدي البشت ويتحدث مع احد الأشخاص في الحفل، وتقدمت عليه وأنا مشبه عليه، وما إن رأته وإذا به صاحبنا السيد مسلمة، ولكنه أصيب بدهشه وقلت له مرحبا سيد مسيلمة، و لم يقل شيئا، وهرب من العرس وأنا أنظر اليه وأضحك والملفت في الموضوع أنه وجد شخصًا آخر يصوره مع الشخصيات وكذلك هرب معه
في ثنايا حديثك ظل أخرى،
وعلى ياقة الكلمات آثار حُمرة….
ما يبلل حروفك، ليس عطري،
والشِِّعر العالق في شفتيك،
لم يكن لي…
لا تجادل..
قد سئمت حماقاتك وغرورك
ومللت العيش في دور البليدة.
لا تحاول ..
سوف اغسل اسمي من بقايا نصوصك،
وأضرم النار في ثوب القصيدة.صوفيا الهدار