- 24/04/2023 شدو الأعياد
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
- 08/10/2022 الأديبة عنبر المطيري على مأدبة التوقيع
- 25/09/2022 مساء المفاخر الفاخرة للوطن
حمى الغوايات [ 600 ]

بطاقة تعريف
وأنا صديقُ البحر فضفضَ في المساءِ فأغرقه
وأنا الذي علمتُ طيرَ التائهين الزقزقة
وأنا الذي حبسَ الكلامَ وفي النهايةِ أحرقه
وكتبتُ آخر زفرةٍ فوقَ الرمالِ المرهقة
لكنّ حقدَ الريح بعثرَ ما كتبتُ وأزهقه
ووثقتُ في وهج العيون ولم يكن أهلَ الثقة
وأنا ..أنا المخنوقُ شعرًا كم صمدتُ لأخنقه
قلبي متى عزمَ الرحيلَ فلا مجال لتطرقَه!
مات اعتذارُك وانمحى هل جئتَ حتى تخلقه؟!

🌹 *((قصيدة: العِيد والغِياب ))*🌹
*كُـلُّ المَـوَاعيدِ خانَـتْـها المَواعيدُ*
*سِيَّانَ إنْ غِبْتَ أو وَافَيْتَ ياعيدُ*
*تَقَـطَّعَتْ بَينَنا الأَسْبابُ وافْتَرَقَتْ*
*دُرُوبُـنا، وَاسْـتَـوَتْ أيَّـامُنا السُّودُ*
*شَطَّتْ بِنا الدَّارُ، أَنْسَـتْنا ملامِحَنا*
*حَتَّى اغْترَبْنا وأَدْمى خَطْونَا الْبِيدُ*
*وَمَضَّـنا البُـعدُ وَجْـداً ما نُغَـالِـبُهُ*
*زَفِـيْـرُهُ الآه تَـكْـوِي والتّـناهِـيْـدُ*
*كيفَ افْترقْنا وَهَـمْسُ الحُبِّ يجمَعُنا*
*ومـا التَـقَيْـنا، وحَـبْـلُ الـودِّ مَـمْـدُودُ*
*ولَـوَّعَـتْـنا لَـيَـالٍ صَـفْـوُهـا كَـدَرٌ*
*أَدنَى تَـبَارِيْـحِـها هَـمٌّ وَتَـسْـهِيْدُ*
*تشِـيحُ عَـنَّا أمَـانِـيْ الحُـبِّ لَاهِـيَةً*
*وتصْطَفِينا على البَلْوى المَوَاجِيدُ*
*ياعِيدُ أيْـنَ التي كانَتْ إذا خَـطَـرَتْ*
*يَخْـتَـالُ بَـدرٌ، وتَـنـسَـابُ المَـوَاعِـيْدُ*
*تِلْكَ التي تَمْـنَـحُ الأعـيادَ بَهْـجَـتَها*
*أو رُبَّـمـا أَنَّـها كـانَـتْ هِـيَ الـعِـيْـدُ*
*مَـا بَـالُـها نَسِـيْتْ لَمْ تُهْـدِنا قَـمَـراً*
*في لَيْلَةِ العيدِ، هل يَحلُو لَنا عِيدُ*

“هِيَ الفَتَاةُ”
لَمْ أجتَرِحْ طُرُقًا إليها
كانَ شيءٌ ما يضيءُ وراءَ مِشْيَتِها
وليلٌ ما يُوَسِّعُ أُفْقَهُ وَتضِيْقُ
عَنْ قَمِريْ الجِهَاتُ
شَيْئاً – فَشَيْئاً
شَدَّنِيْ عَطَشِيْ إليْهَا أُيَّلًا…
وَأَسَالني هَوَسًا، علَى أعشَاْبِهَا…
حتَّى إذا وارَبْتُ قَامَتَها بسَهْويْ، شَجَّنِيْ
حَجَرُ الغِوايَةِ، وانتَبَهْتُ مضَرَّجًا بدَمِ الحَنِينِ
لأقْتَفِي مَا خلَّفَتْهُ علَىْ حَصَاهَا
منْ شُعَاعِ، وَمَا وَشَتْ عَنْ
حَقْلِ نَرْجَسِهَا، الرِّئاتُ
لَمْ أجْتَرِحْ طُرُقًا إليكِ،
وَلا توَسَّمْتُ الأَهِلَّةَ فِيْ خُطَاكِ
هُوَ الطَّرِيْقُ وَسِيْلَةُ الحُبِّ القديمةُ
يَلتَقِيْ رَجَلٌ بسَيِّدةٍ، فتَلْسَعُ قلبَهُ بأَزِيزِ
ضِحْكَتِها، وتلكَ هيَ الفتاةُ…
تُغْرِيْ أصَابعُها الفَرَاشَةَ أَنْ تَهُبَّ
عَلَى مَصَابيْحَ التَمَاْسَتِها، وتُغْرِيْ الجَمْرَ
أنْ ينْسَىْ سَجِيَّتَهُ وقد أَدْلَتْ بهِ لمِزَاْجِ أنْمُلِهَا،
وتُغْرِيْ الرِّيْحَ أَنْ تَنْسَلَّ فِيْ أنْفَاْسِها
وَتُزَاوِجَ النَّايَاْتِ بُحَّةَ صَوتِها،
فَتَفِيْئُ مَوَّالاً علَى برِّيَّةٍ
جَوْعَىْ، فيَكْتَظُّ
الرُّعاةُ…
لا تجْتَرحْ لغةً، فتلكَ هيْ الفتاةُ
هيَ، منْ
تَسِيْلُ لتَحْتَسِيْكَ
ومَن تغِيْبُ، لتَقْتَفِيكَ
ومَن تَجُوْعُ لتَشْتَهِيكَ
ومن تُخَفِّفُ عَنْكَ قَتَلَاْكَ الذِينَ
حَصَدْتَهُمْ فِي الحَربِ، تُنْسِيكَ الذينَ
توَسَّعُوا في الرُّوحِ بابًا، منذُ شَبُّوا في
الغِيَابِ مَآذِنًا، وتعَرَّقَتْ
بهِمُ اللُّغَاتُ
لا تَجْتَرِحَ لغَةً، فتِلكَ هِيَ الفتَاةُ…
نامَتْ بَنَفسَجَةً فأَيقَظَها ندَاهَا
حَدَّقَتْ في النَّهْرِ، فارْتَبَكَتْ عَلَى مِرآتِهِ
شَامَاتُهَا ما ليسَ يُحْصَى من نُجُومٍ
أومَأَتْ لحَبيْبِهَا، فَتفتَّحَتْ كَلمَاتُهُ…
وتَفتَّحَ الإنسَانُ في صَلْصَالِهِ
والمرءُ دونَ فَتَاتِهِ
ذِئْبٌ وَشَاةُ…
عَبثًا تُفسِّرُهَا
شَظِيَّةَ وَرْدَةٍ
وهِيَ الفتَاةُ
هِيَ الفَتَاة.ُ.!

تساؤل وسؤال
أسائلُ..
كيف أمرضني طبيبُ ؟
وكيف أصطادني.. ظبيٌ ربيبُ؟
تُقيّدني.. طيوفٌ من حريرٍ
ويأسر مهجتي..
بانٌ رطيبُ
يذوْبُ القلب
والأنفاس حَرَّى
وأعجبُ.. كيف جسمي لا يذوب ؟
أودّعُ في ربى جازان.. قلبي
وقلبي.. لا يفارقهُ الوجيبُ
علامَ أراكَ تهجرنا ؟..
تنادي:
وتمضي ـ يا عليُ ـ
ولا تؤوبُ ؟
وكيف تركتَ أرضَ الفلِّ ؟
قل لي:
وروضُ الحب تغمرهُ القلوبُ

” جزيرة قمّاح “
حين نظرت من شاطئ الغدير إلى جزيرة قُمَاح قلت :
يومٌ لهُ في خافقي ترحابُ
إني أراك وتبسُمُ الأهدابُ
يومٌ بهِ الأشواقُ تدفعني إلى
أن نلتقي فلتُفتَحِ الأبوابُ
نأتي وفي اللقيا سرورٌ عاطرٌ
ولكُلِّ بُعدٍ إن عَزَمَتَ إيابُ
يا مَن تُسائلُني اللقاءَ أما ترى
أنَّ الحياةَ إذا ابتعدتَ عَذابُ
وإذا دنوتَ إلى السَّعادةِ لم تجد
إلَّا الصَّفاءَ وللصَّفاءِ شرابُ
فإذا نظرتَ رأيتَ خِلّا باسماً
وإذا سألتَ بما سألتَ تُجابُ
لا تنتهي الأشواقُ ما دامَ الهوى
مُتواصلٌ ولكُل وقتٍ بابُ
الذاريات مَعَ الصَباحِ تُثيرُني
ومَعَ الضحى يتزايدُ الإعجابُ
بعضُ المشاعرِ قد كتمتُ ظُهورَهَا
والبعضُ أفشت سِرَّها الأسبابُ
لو أنني فَكرتُ حالاً نلتقي
رَعَشَاتُ روحي هل لهُنَ جوابُ ؟
أوَ تمنعونَ القلبَ أن يلقاكُمُ
وتجاهرونَ بأننا أحبابُ ؟

( اذ لم يحقق للمنى امالها )
لبست عباءتها ………. ولفت شالها
ووتناولت من جانبي …….. جوالها
والدمع في نون العيون …. سحابة
حجبت ….. سواد عيونها ومجالها
نظرت الي وتمتمت …… في حرقة
يا ويل عيني ….. ما لدمعي ومالها
متلازمين ………. فلا يفرق بينهم
الا لقاك ……….. وفي لقاك اتى لها
نهضت تودعني …… وقالت يافتى
ان الرحيل دنى ……. فشد رحالها
هذا نهار فراقنا ……… يا صاحبي
شرق …….. وعيني للغروب مالها
عشنا زمانا ……… كان فيه لقاءنا
املا ….. يجدد في الحياة جمالها
ناتي الي لغة ………. تؤلف شملنا
ما ثم حال ……. لا نجيب سؤالها
ولقاءنا لحن ………. يدندن نغمة
شرقية …………. غنت لنا موالها
ولقاءنا ورد ……….. ومسك اذفر
يهدي الى النسمات طيب وصالها
كان اللقاء ……….محطة لقلوبنا
لترى عيانا ……. ما عليها ومالها
واليوم اشقاني اللقاء … ولم اعد
اقوى الهموم ..ولا احتمال ثقالها
وارى الفراق ……. نهاية لكتابنا
اذ لم يحقق للمنى …….. امالها
هداتها .. ووضعت كتفي بكتفها
ويدي … لويت بها حزاما حولها
ومسحت مدمعها بكفي …اسفا
فتناولته … واخرجت منديلها
قبلت جبهتها ….. ونفسي عزة
واعدت اخر ما بدا .. من قولها
متعجبا … متحيرا …. متظلما
( اذ لم بحقق للمنى … امالها )
عجبا لامرك ما المنى ان لم تكن
قلب …… يهيم بناظريك ودلها
عجبا لامرك ما المنى ان لم تكن
متن …. اذا رمت الثقيلة شلها
عجبا لامرك ما المنى ان لم تكن
رجلا .. يرى فيك الحياة وظلها
ويداه بين يديك يهطل غيثها
ان لم يكن وبلا فحسبك طلها
ايطيع قلبك ان تقولي بعد ذا
اذ لم يحقق للمنى أمالها ؟؟!!

ارتعاشة طائر
في غيهب اللحظات تأتي بغتةً
جاءت محمَّلةً بكل غثيثِ
فيردها ويعيد ترتيب الرؤى
لتعيذه من غاسق وخبيث
ماذا له غير ارتعاشة طائر
خاف الوقوع فسار سير حثيث؟
حمل الحقيقة هاربا من صائد
شد العزيمة فوق كل رثيث
نفثَ السعادة حول سوح حدوده
نشر الأريج لتالد وحديث
ليطير شوقا فوق هامات الدنا
لا ينثني من قاتل وليوث
فإذا أتاه الصوت يقتحم المدى
سيان صوت مخوِّف ومغيث
يا أيها الطير المحلق في العلا
هلا أقمت مع السنا المبثوث
ما عادت الذكرى تؤرق مضجعا
ذكراك ناصعة لكل دميث
حملتك من تلك الأماكن نسمة
رقراقة المعنى بلا تلويث
حلِّق مليا في السماء مجنحا
سُدَّ الفراغ وبُثَّ كل نثيث
ــــــــــــــــــــــــــــــ

(خذني إليك)
الحمدلله على التمام لقد حاز ولدي جابر حفظه الله ورفع قدره في الأرض والسماء على المركز الأول على دفعته في برنامج تأهيل الملازمين القضائيين بمركز التدريب العدلي، وكرمه معالي وزير العدل. فأهديتُه هذه القصيدة.
خذني إليكَ لِأَبلغَ الأفاقا فَمَداي جَاز العَالمينَ طِباقا
فَاضَتْ مَحَابِرُ أَحْرُفي
بِدَواتِكُمْ
حتى اعتلى منها القريض وفاقا
الكونُ ضَاءَ بِكَوكَبي وأنا هنا
زادتْ مَواضِعُ عالمي إشْراقَا
بِكَ يارفيفَ القلبِ هَاجَتْ فَرحتي
لِتَزُفَّني تلكَ الدموعُ سِبَاقَا
وَطَفِقْتَ تُطْعِمُني نَجَاحاتِ الرضا
حتى اكتفيتُ مِنَ الحياةِ مَذَاقَا
وَزَرَعتَ بَسْمَةَ والِهٍ في بيتِنا
فَتَزاحَمَتْ رَدَهَاتُنَا أَعْذَاقَا
فانداحتِ الأفضالُ تَرسُمُ بَهجةً
بنفوسنا زادَ الوِصَالُ وِثَاقَا
مُذْ جِئتَ والخيرُ العميمُ يَحُفُّنا
حتى غَدَونا حولَهُ عشَّاقَا
أَتْممْتَ حِفْظًا للكتابِ فَرَفْرَفَتْ
آياتُهُ في دَفَّتيكَ خِفَاقَا
باتتْ مَشَاعِرُكَ الخِفَافُ مَهِيبَةً
بينَ الأناسِ لِتَنْشُرَ الأخلاقَا
تَتْلو بيانَكَ كي يُطَبِّقَ طالِبٌ
نُطْقًا صحيحًا يَدْخُلُ الأعماقَا
فَبَعَثْتَ صوتَكَ بالمآذنِ فارتوتْ
مُهَجٌ يُتَرْجِمُ نَبْضُها أَحْدَاقَا
مَنْ مِثْلُ جابرَ هلْ هُناكَ شَبيهُهُ
كُثْرٌ بِشَاكِلَةِ الحبيبِ رِفَاقَا؟
لَكِنَّ (جابرَ)بالخِصَالِ مُقَدَّمٌ
إنْ جَدَّ أمْرٌ خِلْتُهُ سَبَّاقَا
مُتواضِعُ الأنحاءِ طَيِّبُ مِعْشَرٍ
دَمِثٌ صَبورٌ ينْبُذُ الفُسَّاقَا
بِالمَرْكَزِ العَدْليِّ تُوِّجَ جُهْدُكُمْ
لَمْ يَسْتَطِعْ نِدُّ السِّبَاقِ لَحَاقَا
وَشَمَخْتَ أنْفًا بالمقامِ مُمَيَّزًا
بينَ الرِّفَاقِ تُسَابِقُ الأعناقَا
هَذا بِفِضْلِ اللهِ ثُمَّ بِحِرْصِكُمْ
فاحفظْ إلهكَ كي تزيدَ نِطَاقَا
وَارْفَعْ بِعِلْمِكَ مَوطنَ العِزِّ الذي
يَفْديهِ قَلْبٌ يَكْرَهُ الإخْفَاقَا

فناجينُ الغرام
أَيا قَهوةً تَحْلُو بِسُكَّرِ حَرْفِهِ
وفنجانها ثغرٌ أتوقُ لرشفهِ
عَلَىْ خَدِّهَا الْمُحْمّّرِ تَخْتَاْلُ وردةٌ
وقلبٌ يذيبُ الوجدَ في حرِّ نزفهِ
على جذوةِ الأشواقِ قلَّبتُ بُنَّها
غراماً فبعضُ النَّبضِ يحيا بقطفهِ
فما أجملَ الوعدِ المضاءِ بمطلعٍ سيغنيكَ عن بدرِ الكمالِ ووصفهِ
سُكارى يُباغتنا الصّباحُ وليلنا
في الوصل يستجدي عقاربَ نصفهِ
ومن شُرفةِ الاحلامِ أرنو لنورسٍ
يغازلُ في عينيكِ شُطانَ حتفهِ
على مرفإِ الكحلِ العميقِ خواطري غرقتْ وأشرعتي تلوذُ بعصفهِ
بردتَ ايا فنجانُ والصّبُ لم يزلْ
يعالجُ بالتّحنانِ إدْمانَ كيفهِ
أيشربُ مُرَّ الصّبرِ أم يُظهرُ الجوى
لعلَّ بعيدَ النّجمِ يُصغي لعزفهِ

( ثورةُ الأحلام)
كَفَاني عَذَابًا مِنْ صُدُودِكِ يا سَلْمَى
فَحِنِّي على مُضْناكِ مِمَّا بِهِ أَدْمَى
لَقَدْ جاءَ مَوجوعًا فَمُدي لهُ يَدًا
لِيَأنسَ كَلْمٌ بالفُؤادِ دَعَا كَلْمَا
يَطُوفُ بأطرافِ النواحي تَقودُهُ
تَآبينُ شَجْوٍ قد أحاطتْ بهِ ظُلْمَا
فَيَشْكو صَباباتٍ أَلَمَّتْ بِهِ جَوًى
لِتَحْمِلَهُ شِلْوًا وَتَقْتَاتَهُ عَظْمَا
وَقَاسى مِنَ الويلاتِ ما اللهُ عالمٌ
فَلَمْ يُظْهِرِ الآهاتِ أو يَتَّقِ الهَضْمَا
تَساويفُهُ تَتَرَا بِرُؤيةِ مَنْ سَبَتْ
لواعِجَهُ حتى أصابَتْ بهِ سَهْمَا
أباحَ لها عُمْرَ الشبابِ وَلمْ يُفِقْ
لِعُمْرٍ تَوَلَّى في حلاوتِهَا غَمَّا
وَمَاتتْ لديهِ الذِّكْرَياتُ معَ الصِّبَا
فَلَمْ يَذْكُرِ الألعابَ لَمَّا رَعَى البَهْمَا
وَلَمْ يَذْكُرِ الشطآنَ لَمَّا رَأى بِها
حَبيبَتَهُ الأولى بِقْلْبٍ لَهُ أعْمَى
وَمَا ذَكَرَ الورْدَ الذي كانَ عِطْرُهُ
يُناغيهِ حِسًّا بالعُصَيرِ إذا شَمَّا
فَهَلْ يَسُتَحِقُ الهَجْرَ لَمَّا غَدَا كَمَنْ
يُضَحي بِأسْمَاءٍ لِتَبْقى هي الأَسْمَى؟
تَقَاصَرَتِ الأجرامُ في عينِهِ التي
توارتْ ولمْ يُبْصِرْ سوى غيرِها نَجْمَا
وَمِنْ ثَوْرَةِ الأحلامِ باتَ مُنَزَّهًا
بِغَيْرِ سُلَيْمَى أنْ تَكُونَ لَهُ حُلْمَا
يُحَاوِلُ كِتْمَانَ العذابِ بِرُوحِهِ
وَلَكِنَّ أَوْصَافَ البِعَادِ نَفَتْ كَتْمَا
كَأنَّ طُبُولَ الحَرْبِ أَذْكَتْ بِقَاعِهِ
نَكَالًا لِيَنْسَى مِنْ قَسَاوَتِهَا سِلْمَا
وَرَاحَ يُمَنِّي النفس يومًا لِنَظرَةٍ
تُبَعْثِرُ أشْجانًا بِأَضْلاعِهِ رُغْمَا
ولكنها سَجَّتْ بِجُثْمَانِهِ الفلا
وَأَبْقَتْ لَهُ رُوحًا تُعيدُ بِهِ السُّقْمَا
أَمَا تَتَقينَ اللهَ في قَلْبِ عَاشِقٍ
يُرَدِّدُ بالمِحْراب صَوتًا لَهُ أمَّا؟
فَيَهْمِسُ في أُذْنِ البرايا بِأنَّهُ
يَعيشُ بها هَمًّا وَيَفْنَى بها هَمَّا
فَعُودي إليه اليومَ كيما تَضُمَّهُ
حياةٌ…كَمَا ضَمَّ الجديبُ خيوطَ المَا

*مشاعر المشاعر*
لملمْ شتاتِ القلب نحو (يَلملمٍ)
فالكعبة الغراء طرفٌ أحورُ
طُف ثَمّ بالبيت العتيق ملبياً
لبيك يا رباه أنت الأكبرُ
واشرب شفاء السقم زمزم يا أخي
متضلعاً تدعو الإله وتشكرُ
صُفّوا الصفوف إلى(الصفا) فلعلهُ
يصفو فؤادٌ طالما يتكدرُ
أزف الرحيل إلى (منى) فهيَ المنى
و(الخيف) موعدنا فلا تتأخروا
في تاسعٍ (عرفات) لا تسعُ الهوى
شوقاً وما كَتَمَ المحبُ سيظهرُ
قف, ههنا (الصخرات) أسبلْ أدمعاً
أو ما جرت بالدمع منك الأنهرُ
قف, كل شبرٍ ههنا هو موقفٌ
لقلوب من ذكروا الإله وكبّروا
فإذا انجلت شمس الأصيل وقبّلتْ
تلك البقاعَ وودّعت من ينظرُ
جاشت محاجرهم بدمع واكفٍ
مثلَ انفراط العقد إذ يتحدرُ
والعيس تنتهب البطاح وقد دعا
داعي المحبة بالحجيج ألا انفروا
يا سائقين العيسَ رفقاً بالذي
ما زال صبّاً بالجوى يتدثرُ
حُطّوا الرحال هناك يا وفدَ الهدى
بجوار (مشعرنا) الحبيبِ وأسفروا
اليومَ عيدٌ ما أحيلا عيدنا
من لم يجز (بمحسّرٍ) يتحسّرُ
هذي (منى) وبها المُنى قد أشرقت
فارجمْ عدو الله فهو الأخسرُ
طافوا لحجهمُ طواف إفاضةٍ
كم فاض قلبٌ فرحةً واستبشروا
نحروا ضحاياهمْ وهدياً بالغاً
شهدت فجاج (منى) بهِ والمنحرُ
حلقوا الرؤوس تواضعاً لمليكهمْ
لو قال: جزوها لكانت تبترُ
لله أيام الحجيج وليلهمْ
يا نعم أيام ونعم المعشرُ
هذي المشاعر في (المشاعر) قد سَرت
بالذكر والأفراح يا من يشعرُ
سقياً لأيامٍ تقضّت في (منى)
وجميل ليلٍ في (منى) يستثمرُ

ما ضلَّ وماغوى
ماضلَّ بل نَشَرَ الضُّحى وأزاحا
وجعَ القلوبِ وطَبَّبَ الأرواحا
وأقامَ محرابَ النَّقاءِ، وبالهُدى
بَسَطَ السبيلَ، وسلَّمَ المفتاحا
ما غابَ، بل أخذَ اليَبَاسَ إلى السَّمَا
وأتى بُمُعجزةِ اليقينِ فَلاحا
سبحانَ من أسرى بِأحمدَ اذْ دنا
فجرُ السُّموِ فَفَتَّقَ الأَدْوَاحا
في صدرهِ الإسراءِ خيرُ حكايةٍ
وبِحُظْوَةِ المعراجُ جادَ وباحا
يُؤذِيهِ حقدُ الجاهلين، ويرتَضِي
عفوَ الكِرامِ، ويوقِفُ الأتراحا
خَفَقاتُهُ انطلقت لِتدرِكَ قُبَّةً
للنُّورِ لاقَتْ خِسَّةً ورِمَاحَا
كم ضاق صدرُ الكونِ من رئةٍ بلا
روحٍ تُضيءُ وعُصبةٍ تَتَلاحَى!
يمشى على الدربِ العصيِّ ويبتني
قصرَ النجاةِ مَحبةً وصَلاحا
ما كان جمرُ دموعهِ الغضبَ الذي
يُدني العذابَ لِيُهلِكَ الأشباحا
بل كانَ دِفْءَ الرَّحْمَةِ المُهداةِ مِنْ
نَفْسٍ تَفيضُ طهارةً وسماحا
صلى عليه اللهُ ما ملأ الدُّنى نورٌ
وما جَلَّى الشروقُ صَباحا