مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
وأنا صديقُ البحر فضفضَ في المساءِ فأغرقه
وأنا الذي علمتُ طيرَ التائهين الزقزقة
وأنا الذي حبسَ الكلامَ وفي النهايةِ أحرقه
وكتبتُ آخر زفرةٍ فوقَ الرمالِ المرهقة
لكنّ حقدَ الريح بعثرَ ما كتبتُ وأزهقه
ووثقتُ في وهج العيون ولم يكن أهلَ الثقة
وأنا ..أنا المخنوقُ شعرًا كم صمدتُ لأخنقه
قلبي متى عزمَ الرحيلَ فلا مجال لتطرقَه!
مات اعتذارُك وانمحى هل جئتَ حتى تخلقه؟!
*كُـلُّ المَـوَاعيدِ خانَـتْـها المَواعيدُ*
*سِيَّانَ إنْ غِبْتَ أو وَافَيْتَ ياعيدُ*
*تَقَـطَّعَتْ بَينَنا الأَسْبابُ وافْتَرَقَتْ*
*دُرُوبُـنا، وَاسْـتَـوَتْ أيَّـامُنا السُّودُ*
*شَطَّتْ بِنا الدَّارُ، أَنْسَـتْنا ملامِحَنا*
*حَتَّى اغْترَبْنا وأَدْمى خَطْونَا الْبِيدُ*
*وَمَضَّـنا البُـعدُ وَجْـداً ما نُغَـالِـبُهُ*
*زَفِـيْـرُهُ الآه تَـكْـوِي والتّـناهِـيْـدُ*
*كيفَ افْترقْنا وَهَـمْسُ الحُبِّ يجمَعُنا*
*ومـا التَـقَيْـنا، وحَـبْـلُ الـودِّ مَـمْـدُودُ*
*ولَـوَّعَـتْـنا لَـيَـالٍ صَـفْـوُهـا كَـدَرٌ*
*أَدنَى تَـبَارِيْـحِـها هَـمٌّ وَتَـسْـهِيْدُ*
*تشِـيحُ عَـنَّا أمَـانِـيْ الحُـبِّ لَاهِـيَةً*
*وتصْطَفِينا على البَلْوى المَوَاجِيدُ*
*ياعِيدُ أيْـنَ التي كانَتْ إذا خَـطَـرَتْ*
*يَخْـتَـالُ بَـدرٌ، وتَـنـسَـابُ المَـوَاعِـيْدُ*
*تِلْكَ التي تَمْـنَـحُ الأعـيادَ بَهْـجَـتَها*
*أو رُبَّـمـا أَنَّـها كـانَـتْ هِـيَ الـعِـيْـدُ*
*مَـا بَـالُـها نَسِـيْتْ لَمْ تُهْـدِنا قَـمَـراً*
*في لَيْلَةِ العيدِ، هل يَحلُو لَنا عِيدُ*
لَمْ أجتَرِحْ طُرُقًا إليها
كانَ شيءٌ ما يضيءُ وراءَ مِشْيَتِها
وليلٌ ما يُوَسِّعُ أُفْقَهُ وَتضِيْقُ
عَنْ قَمِريْ الجِهَاتُ
شَيْئاً – فَشَيْئاً
شَدَّنِيْ عَطَشِيْ إليْهَا أُيَّلًا…
وَأَسَالني هَوَسًا، علَى أعشَاْبِهَا…
حتَّى إذا وارَبْتُ قَامَتَها بسَهْويْ، شَجَّنِيْ
حَجَرُ الغِوايَةِ، وانتَبَهْتُ مضَرَّجًا بدَمِ الحَنِينِ
لأقْتَفِي مَا خلَّفَتْهُ علَىْ حَصَاهَا
منْ شُعَاعِ، وَمَا وَشَتْ عَنْ
حَقْلِ نَرْجَسِهَا، الرِّئاتُ
لَمْ أجْتَرِحْ طُرُقًا إليكِ،
وَلا توَسَّمْتُ الأَهِلَّةَ فِيْ خُطَاكِ
هُوَ الطَّرِيْقُ وَسِيْلَةُ الحُبِّ القديمةُ
يَلتَقِيْ رَجَلٌ بسَيِّدةٍ، فتَلْسَعُ قلبَهُ بأَزِيزِ
ضِحْكَتِها، وتلكَ هيَ الفتاةُ…
تُغْرِيْ أصَابعُها الفَرَاشَةَ أَنْ تَهُبَّ
عَلَى مَصَابيْحَ التَمَاْسَتِها، وتُغْرِيْ الجَمْرَ
أنْ ينْسَىْ سَجِيَّتَهُ وقد أَدْلَتْ بهِ لمِزَاْجِ أنْمُلِهَا،
وتُغْرِيْ الرِّيْحَ أَنْ تَنْسَلَّ فِيْ أنْفَاْسِها
وَتُزَاوِجَ النَّايَاْتِ بُحَّةَ صَوتِها،
فَتَفِيْئُ مَوَّالاً علَى برِّيَّةٍ
جَوْعَىْ، فيَكْتَظُّ
الرُّعاةُ…
لا تجْتَرحْ لغةً، فتلكَ هيْ الفتاةُ
هيَ، منْ
تَسِيْلُ لتَحْتَسِيْكَ
ومَن تغِيْبُ، لتَقْتَفِيكَ
ومَن تَجُوْعُ لتَشْتَهِيكَ
ومن تُخَفِّفُ عَنْكَ قَتَلَاْكَ الذِينَ
حَصَدْتَهُمْ فِي الحَربِ، تُنْسِيكَ الذينَ
توَسَّعُوا في الرُّوحِ بابًا، منذُ شَبُّوا في
الغِيَابِ مَآذِنًا، وتعَرَّقَتْ
بهِمُ اللُّغَاتُ
لا تَجْتَرِحَ لغَةً، فتِلكَ هِيَ الفتَاةُ…
نامَتْ بَنَفسَجَةً فأَيقَظَها ندَاهَا
حَدَّقَتْ في النَّهْرِ، فارْتَبَكَتْ عَلَى مِرآتِهِ
شَامَاتُهَا ما ليسَ يُحْصَى من نُجُومٍ
أومَأَتْ لحَبيْبِهَا، فَتفتَّحَتْ كَلمَاتُهُ…
وتَفتَّحَ الإنسَانُ في صَلْصَالِهِ
والمرءُ دونَ فَتَاتِهِ
ذِئْبٌ وَشَاةُ…
عَبثًا تُفسِّرُهَا
شَظِيَّةَ وَرْدَةٍ
وهِيَ الفتَاةُ
هِيَ الفَتَاة.ُ.!
أسائلُ..
كيف أمرضني طبيبُ ؟
وكيف أصطادني.. ظبيٌ ربيبُ؟
تُقيّدني.. طيوفٌ من حريرٍ
ويأسر مهجتي..
بانٌ رطيبُ
يذوْبُ القلب
والأنفاس حَرَّى
وأعجبُ.. كيف جسمي لا يذوب ؟
أودّعُ في ربى جازان.. قلبي
وقلبي.. لا يفارقهُ الوجيبُ
علامَ أراكَ تهجرنا ؟..
تنادي:
وتمضي ـ يا عليُ ـ
ولا تؤوبُ ؟
وكيف تركتَ أرضَ الفلِّ ؟
قل لي:
وروضُ الحب تغمرهُ القلوبُ