مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
.
صباح الياسمين شذى ً وعطرا
وحسبك أنّ صبحــَـك ياسمينا
على وقع الحروف نعيش ذكرى
وفــي ردهـــاتها نبقى ســــنينا
ويبقى الحرف تذكاراً و بوحـــاً
يســطرنـــا ويــروينـــا حـــنـيـنـا
ــــــــــــ
كُنَّا وَكَانَ الْأَمْسُ يَا سُمَيَّةْ
كُؤُوسَ حُبٍّ مُرَّةً شَهِيَّةْ
كُنَّا وَكَانَ مُلْتَقًى مُجَنِّحٌ لَعُوبْ
رَقْصٌ عَلَى الْأَيَّامِ فِي إِيقَاعِهَا الطَّرُوبْ
فَوْضَى خُدَارٍ فَوْقَ جُرْحٍ
نَابِضٍ دَؤُوبْ
وَأَلْفُ أَلْفِ ضِحْكَةٍ وَدَمْعَةٌ سَخِيَّةْ
هَلْ تَذْكُرِينَ السَّيرَ فِي شَوَارِعِ الشِّتَاءِ
فِي أيَّامِنَا الْغَرِيرَةْ
وَالْيُتْمُ فِينَا رَجْفَةٌ قَدِيمَةٌ
وَالْبُؤسُ نَوْءٌ عَاصِفٌ
يَطُوفُ طُولَ الْعَامِ فِي قُلُوبِنَا الصَّغِيرَةْ
يَزِيدُ أَعْدَادَ الْفُصُولِ كَيْفَمَا يَشَاءُ
وَالْمَوَاسِمِ المَطِيرَةْ
قَدْ عِاشَ فِيَّ الْبَرْدُ مُذْ غَادَرْتِنِي
وَلَمْ أَزَلْ
كَمَا تَعَوَّدْنَا مَعًا
أَلْتَفُّ بِالْغُرُورِ إن
تَنَاوَشَتْ يَدُ الصَّقِيعِ أَضْلُعِي الْكَسِيرَةْ
كُنَّا نَعِيشُ الْحُلْمَ كُلَّ لَيْلَةٍ
مَعًا
أَتَذْكُرِينْ؟
وَ(أمُّ كُلْثُومَ) تُغَنِّي ( دَارَتِ الْأَيَّامُ )
أَوْ (فَيْرُوزُ) تَحْكِي
لَوْعَةَ الْحَنِينْ
وَمَا عَرَفْنَا مَرَّةً لِمَنْ نَحِنُّ يَا تُرَى !
يَنْتَابُنِي الفُضُولُ يَا صَدِيقَتِي
هَلْ صِرْتِ تَعْرِفِينْ ؟
أوَّاهُ يَا صَديقَتِي كَمْ أَرْهَقَتْ أَرْوَاحَنَا الْأَغَانِي
كَمْ نَالَ مِنَّا الحُبُّ غَيْرَ صَادِقٍ
كَمْ مَدَّدَتْ مِنْ حَوْلِنَا سَرَابَهَا الْأَمَانِي
لِنُطْعِمَ الْأَيَّامَ مِنْ خَيَالِنَا
وَنَجْمَعَ الْأَوْهَامَ فِي سِلَالِنَا
فَيَعْبُرُ الْهَوَى إِلَى الْقُلُوبِ مِنْ خِلَالِنَا
حَتَّى إِذَا مَا انْتَابَنَا صَحْوٌ تَفَاجَأْنَا بِمَا نُعَانِي
كَانَتْ لَنَا صَدِيقَةٌ مَفْتُونَةٌ مُتَيَّمَةْ
وسِرُّهَا يَطُوفُ فِيما بَينَنَا
عَلَى مَدارِ غَفْلَةِ المُعَلِّمةْ
لَوْ تَعْلَمِينَ كَمْ كَتَبْتُ مِنْ قَصَائِدٍ لَهَا!
إِذْ كُنْتُ مِرْسَالَ الْغَرَامِ عِنْدَهَا
وَمُسْتَشَارَةَ النَّوَى وَالْوَصْلِ
وَالْعَرَّابَ والمُنَجِّمَةْ
هَلْ تَذْكُرِينَ أُمْسِيَاتِ الْبَهْجَةِ الْمُهَرّبَةْ
وَوَجْهُ أمِّي بَيْنَ ذِكْرَيَاتِنَا المُعَذَّبَةْ
قَدْ كُنْتِ قُلْتِ إنّهَا جَمِيلَةٌ
وَإنّهَا حَنُونَةٌ
وَقُلْتِ إِنَّ شَعْرَهَا ظِلَالُ زَيْزَفُونةٍ
يَا لَيْتَنِي خَبَّأْتُ مِنْهُ خِصْلَةً
حَتَّى أَرَاهَا إِنْ دَعَانِي الشَّوْقُ ذَاتَ مَسْغَبَةْ
أَلَمْ تَزَالِي فِي رُبُوعِ حَارَةِ الْمَغَارِبةْ
تُحْصِينَ ذِكْرَيَاتِنَا
عَلَى رَصِيفِ الْأُمْنِيَاتِ الْهَارِبَةْ
أَلَمْ يَزَلْ ذَاكَ الطَّرِيقُ عَازِفًا عَنِ الْهَوَى
أَمْ جَاءَ (نَاجِي) مَرَّةً إِلَى هُنَاكَ نَاشِرًا
بِسَاطَهُ الَّذِي انْطَوى
وَهَلْ رَوَانَا دَمْعُهُ فِيمَا رَوَى
يَا لَلْأَسَى
كَمْ شَاخَتِ السِّنِينُ فِي عُرُوقِنَا
فَهَلْ رَفَعْتِ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ
أَمْ مَا زِلْتِ مِثْلِي َغاضِبَةْ
مَرَرْتُ مُنْذُ خَيْبَةٍ بِالْحَارَةِ الْعَتِيقَةْ
تِلْكَ الَّتِي جَادَتْ عَلَيْهَا بِالصِّبَا أَرْوَاحُنَا الرَّشِيقَةْ
وَالسِّدْرَةُ الْجَلِيلَةُ الَّتِي رَعَتْ شَتَاتَنا
تُدِيرُ فِي الْأُفْقِ الرَّحِيبِ وَجْهَهَا
كَأنَّها تَشْتَاقُ لِلضَّفِائِرِ الْأَنِيقَةْ
وَجَدْتُ كُلَّ عَطْفَةٍ
وَكُلَّ دُكَّانٍ
وَكُلَّ شرفةٍ
وَجَدْتُ كُلَّ مَا طَوَاهُ الْأَمْسُ
غَيْرَ النَّبْضِ وَالرَّفِيقَةْ
تبدل عالمي منذ التقينا
فقبلك كـنـتُ بـالدنيا حزينا
فلم أعرف حياتي غير سجنٍ
تعذبني سياط الساجنينا
تكسر معصمي من ظلم قيدي
أعيش العمر بين التائهينا
ولم أعرف يقيناً في حياتي
بحبك قد تعلمتُ اليقينا
لقد حررتني من ذل أسري
ومن نظرات حقد الشامتينا
فأنتِ سعادةٌ حلتٌ بدربي
لتمسح دمعةً مكثتْ سنينا
وأنتِ كواحةٍ في درب رملٍ
تفيء بها ركاب السائرينا
وأنتِ كوردةٍ في وسط حقلٍ
تُعطر من شذاها الـزائرينا
وإنْ أنتِ اقتربتِ يزيد فرْحي
كفرح المزن عند الزارعينا
جمالك لوحةٌ رُسمتْ بفنٍ
فحار بها جميع الراسمينا
ووجهك في حياتي مثل بدرٍ
يُضئ على جموع السامرينا
خلياً كنتُ أمضي في حياتي
بحبك صرت بين العاشقينا
أُقضي الليل ألهو لا أبالي
غدوت اليوم شيخ الساهرينا
أُسامر في الليالي كل نجم
وأُظهر داخلي عشقاً دفينا
لقد غيرتِ في أمري كثيراً
نظمتُ الشعر بين الناظمينا
أُردد في غرامك كل شعرٍ
وأنظمُ أحرفي حيناً وحينا
حروفك إن ذكرتُ يزين قولي
فاسمك غنوةٌ ملئت حنينا
ملاكي يا حياتي يا ودادي
أيا عشقاً بقلبي لن يلينا
سعيدٌ في غرامك ياملاكي
سعيدٌ بعد أن كنت الحزينا
_____
والله ما عبقتْ في الروض وردتُه
إلا وحبُّك باقٍ بين أجفاني
أنا المحب الذي ما رابَه قلقٌ
أن الحبيبة تهوى فيَّ وجداني
صارت تعبِّق أنفاسي بميسمها
وصرت أعشق صوتًا فيه تحناني
لما أفاض علينا من محاسنه
عاد البعيد وصار الأقرب الداني
ماذا أقول لقلبي حين يذكره
يفتِّق الجرحَ يُوري فيه نيراني
سَرَّ الفؤادَ لقاءٌ كنت أذكره
لكنه ومضةٌ غابت بأشجاني
يا أيها الأمل المدفون في كبدي
هلا نصحت حبيبًا شلَّ أركاني
رُمْتُ الوصال، وهذي الروح تعشقه
ورام حِبيَ بُعدي ثم هجراني
كنا وكان لنا في العشق أغنيةٌ
يغرِّد الطير من ترديد ألحاني
ــــــــــــــــــ