مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
صدر كتاب ‘تعابير غامضة” للكاتبة والصحفية اللبنانية ضحى عبدالرؤوف المُل عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القاهرة ، وجاء في أربعمائة صفحة من القطع المتوسط ..
الكتاب” تعابير غامضة’ هو مجموعة مقالات نقدية حوارت
في الفن التشكيلي … تسترسل ضحى المُل كعادتها في نبشها التاريخي عن مدلولات الذاكرة، والإنفعال العاطفي الكمي للإنسان.. وبحثها المُتطفل المُغالى فيه عن مداليل . بل فلسفة الوجود من خلال كل ما تصادفه أو تقابله أو تحاوره أو تصطدَم به من فعاليات إنسانيه بلا حدود.. فهل ستدرك ضحى عبد الرؤوف المُل خلجان الحقيقة.. هل ستركب مع نوح سفينة النجاة..؟ أم تراها ستجد نفسها على السواحل كابية تبحثُ عن جواب أو فنار.. هذا ما سنرحل به معها لنرى ما في تعابير غامضة… ضحى عبدالرؤوف المل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967، عملت في التعليم لمدة 18 عاما. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة «الإنشاء» – طرابلس والعديد من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية. عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة «المدى» – العراق وفي جريدة «الصباح» – العراق و«القدس العربي» والمجلة «العربية» – السعودية و«المعرفة السعودية» و«مرايا عمان» ومجلة «نزوى» وجريدة «اللواء» وغيرها… بدأت كصحفية في جريدة «اللواء» في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الآن… صدر لها: سلسلة «همسات وردة الضحى» وتضم: الوردة العاشقة عام 2007، أماسي الغرام عام 2008، رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس)، أسرار القلوب عن (مركز محمود الأدهمي) عام 2015، مجموعة قصصية هي: في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي)، رواية «زند الحجر» عام 2018 (دار الفارابي)، رحلة يراع عن.. (دار سابا زريق) عام 2019، رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي) .
رواية نوريس (الفشكول )عن المؤسسة الحديثة للكتاب بداية عام ٢٠٢٣
يا أطيبَ البُلْدانِ في مَأْواكِ
شِعري ارتَقَى مُسْتَرشِداً بِهُداكِ
جَنَّدتُ حَرْفِي في هَواكِ وكيفَ لِي
أَنْ أَنتَمِي وقصائِدي لِسِواكِ؟!
أَسرَجتُ ظَهرَ قَريْحَتي ومَشاعِري
وكَتَبتُ في سِفْرِ الهوى أَهواكِ
أَهواكِ .. لا تَرنو لِغَيرِكِ مُهجَتِي
والنّفسُ لا تَهفو لغيرِ حِمَاكِ
أَهواكِ يا حُضناً نَعَمتُ بِدِفئِهِ
وشَربتُ مِنْ ضَمَّاتِهِ مَعنَاكِ
أَهواكِ أُغنِيَتي الَّتي غَنَّيْتُها
وأَنا بمَهْدِ الحُبِّ في نَعمَاكِ
حين انتَشَتْ روحِي على أَنغامِهَا
وتَراقَصَتْ في أَعيُني ذِكراكِ
أَهواكِ والدُّنيا بكَامِلِ زَهْوِهَا
مَا شَدَّنِي مِنْ زَهْوِهَا إِلَّاكِ
فَتَرَبَّعي في صَدرِ جُلِّ قَصائِدي
مَا مَلَّ شِعرِي قَطُّ مِنْ نَجواكِ
يَا أَنتَ يَا رَمزَ القَداسَةِ والتُّقَى
ما الفَخْرُ في آفاقِنَا لَولاكِ
فَبِكَ انْبِلاجُ النُّورِ بَعدَ غروبِهِ
وبِكَ ابتِهاجُ الكَونِ والأَفلاكِ
وعَلى تُرابِكِ سُطِّرَتْ أَمجادُنَا
وتَعَطَّرَتْ أَرواحُنَا بِشَذاكِ
كَمْ تاقَ للحَرمينِ نَحوَكِ طائِفٌ
وتسابقَتْ أَنفاسُهُ لِلقَاكِ
لِنَدا الخَليلِ أَتَى إِليكِ مُلَبِّيَاً
مُتَهَيِّئاً للحِجِّ والأنَسَاكِ
يَا أَنتَ يا نَجْدَ البطولةِ والإِبَا
يا واحةَ الأَحساءِ مَا أَوفاكِ
يَا رَوعَةَ الفَنِّ الحِجازيِّ النَّقِي
يا نغمَةَ المِزمَارِ مَا أَحلاكِ
يا خُضْرَةً تَغْشَى الجَنوبَ وَشُمَّهَا
يا دَمعَةَ الأَمزانِ مَنْ أَجْرَاكِ
يَا أنتِ يانَفحَ الشَّمالِ وطيبَهُ
يا مَنْبَتَ الزَّيتونِ مَا أَندَاكِ
في كلِّ شِبْرٍ مِنْكِ صَولَةُ فارسٍ
أَو باحِثٍ عَن ذاتِهِ بِرُبَاكِ
تهفو إِليكِ الكائناتُ بأَسرِهَا
وتطيرُ مِن شَوقٍ إِلى رُؤْيَاكِ
فَعَلامَ تقْصُرُ عَن مَديحِكِ أَحْرُفِي
ومدادُهَا مِنِّي دَمٌ يَهواكِ ؟!
من النورِ جاءَتْ
ومَالتْ جنوباً
وحطَّتْ على صدر(غَسَّانَ)عطراً نَدِيًّا
ووجهًا بَهَيًّا كما
صبح صيفْ
وأغرتْ سحابًا
فغنّى لها
وثنّى برعدٍ وبرقٍ يلوحْ
ليُضفيْ عليها
بألوان طيفْ
شماليّةٌ من ندىًٰ
تهادىٰ كما غصن بانٍ
تجُرُّ الْخُطَىٰ
وتُهدي الهوىٰ
لتحتلّ قلبًا حفيًّا رهيفْ
———————-
* غسّان : مسمىًٰ لمكان في جبل تهلل بعسير ..
أَنا وَأَنْتِ وَلَيْل الصَّمْتِ وَالقَمَرُ
كَالعُمْرِ يَنْظُرُ لِلذِّكْرَى وَيَعْتَذِرُ
يَا مَنْ نَظَرْتُ لِعَيْنَيْهَا أُوَدّعُهَا
والشَّوْقُ يَضْحَكُ والأيّامُ تَنْهَمِرُ
وفَاحَ عِطْرُكِ مِنْهَا جَاءَ مُعْتَذِرًا
أَوّااهُ يَا عَبَقَ الأحْبَابِ..تَنْكَسِرُ !!
هَبْنِي عَذَرَتُ..فَمَا قَوْلِي لِقَافِيَتَي
وَهَلْ سَتَعْذُرُنِي الأبيَاتُ وَالصُّوَرُ !!
قَدْ كُنْتُ أَحْرُسُ أيّامِي لِأحْفَظَها
لَكنَّ أمسِيَ وَ الأَيّام قَدْ غَدَرُوا
هِيَ الحَياةُ..وَ إِنْ تَخْتالُ ضاحكةً
فَفِي ابْتسَامتِها الأوْجَاعُ و الكدَرُ
وَ إِنْ سَقَتْكَ لَيالِي الشّوْقِ بِسْمَتها
هَيهاتَ يَضحكُ عُمْراً شَفّهُ الحذَرُ
نسير في لججِ الآلامِ..نجهلها
في كل خطوة شوقٍ يلمعُ الخطرُ
بَلَى رَضِيتُ بِبَعْضٍ مِنْكِ يا قَدَرِي
هُوَ الحَياةُ و بَاقِي العُمْرُ يَحْتَضِرُ
هُوَ النَّدِيمُ لِرُوحِي مُذْ غَفا أَمَلِي
هُوَ الضِّياءُ لِنُونٍ خَانَهُ النَّظَرُ
ما كنتُ أشعرُ بالأيامِ من زمنٍ
واليومَ تتلفني الأيامُ والصورُ !!
سحابةُ الوصل تسقي الأرض واهبةً
لها الحياة..ولكنْ يغضبُ الحجرُ
ذكرى الليالي تسلي الروحَ مانحةً
لها الأمان..ولكنْ يشتكي النظرُ
فالشمسُ تُشرِق لكنْ دون بسمتِها
حتى ظننتُ بأنَّ الشّمسَ تعتذرُ !
والبدرُ يبدو حزينًا واجمًا خجلًا
وحُقَّ للبدر لا صوتٌ ولا أثـرُ
يا رقةَ الشوق: كُفِّي عن معاتبتي
بذرتُ وصلكِ لكنْ خانني المطرُ
.