مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
وَأَفْرَغُ فِي
اَللَّيْلِ اَلطَّوِيلِ
هَزَائِمِي
وَبِدَاخِلِي عَدَمٌ يلوحُ وينجلي
يأتي على حُِلُمِي
فيشرَبُ نخبه
ويصيب آمالي العِراضَ
بمَقتَلِ
لا ينتمي لأنوثَتي ولرقَّتِي
لكنهُ ينسَابُ فيَّ كجَدوَلِ
لَا يسْتَحِيلْ بِهِ اَلْمُضِيُّ وإنما
يَبْقَى هُنَا شبحاً يُقيّدُ أرجُلي
ولجَمْرَتَيْ بتَنَهَّدي آهٌ بلا
ثغْرٍ تدثرني بثَوبٍ مخْمَلي
وَأَنَا هُنَا
عُذْرِيَّةً
مجْروحَةٌ
حِيَلُ الكَذُوبِ على فؤاديَ تَنْطَلِي
منذ البدايةِ..
لم أكن قدراً له
حتى أُطَوِّعَ قلبَهُ..
لِيـكُونَ لي ..
رشدي ماهر
1388-1326هـ
1968-1908م
لقطاتٌ من سيرة حياته:
-ولد في القاهرة؛وفيها توفى.
-زار عددًا من أقطار أوربا؛فاستوحى صورها ومشاهدها في بعض قصائده.
-عمل موظفًا بسكرتارية «بنك مصر» – العلاقات العامة والإعلام، وظل في هذا السلك حتى أحيل على المعاش.
———————-
الإنتاج الشعري:
– له «ديوان ماهر» – مطبعة مصر – القاهرة 1949 .
-و«زهور وألحان».
-و«شعر الوجدان» – مطبعة مصر – القاهرة 1953.
———————-
نموذجٌ من شعره:
بائعة الزهور
فتاةٌ لزهرِ الرّياض تبيعُ
وقد نال منها شقاءٌ وجوعُ!
تُلاقي من الدّهر وجهًا قبيحًا
وبين يديها جمالٌ بديع!
ترى زهرةً في يديها زُهُورٌ
وفيها فُؤادٌ كسيرٌ وجيع!
فشتَّانَ بين فتاةٍ تمُوتُ
شقاءً، وبين زُهُورٍ تضُوع!
يفيضُ على الزّهر طَلُّ الصَّباحِ
وتلك تفيضُ عليها الدُّموع!
وذاكَ له في الصدور مقامٌ
وتلك لها في الطّريق هُجُوع!
وذاك بحمرة خدٍّ يتيهُ
وتلك كساها شُحُوبٌ يَرُوع!
كأنّي بها من هُزالٍ تقولُ
ألا إنّني من شبابي أبيع!
وسوف يموت شبابي ذُبُولاً
وبين يديَّ يُباعُ الرَّبيع!!
جعفر الأمين
1402-1328هـ
1981-1910م
نبذةٌ موجزة عن أهم معالم حياته:
-ولد في بلدة شقراء (جنوبي لبنان) وفيها توفي.
-عاش في لبنان وسورية.
تلقى دروسه الأولى في بلدته، فتتلمذ على يد والده وبعض الأساتذة، ثم انتقل إلى المدرسة العلوية في دمشق، ومنها إلى مدينة النبطية في جبل عامل، ثم ألحق بدورة تعليمية في دار المعلمين ببيروت.
-عمل معلمًا في المدرسة النبطية بوزارة التربية الوطنية (1930).
-وفي عام 1946 انتقل إلى بلدة حلبا (عكار – شماليّ لبنان)، وفي البقاع عين مديرًا لمدرسة شمسطار الرسمية (1947).
-وفي عام 1952 عين مديرًا لمدرسة شقراء.
-وكانت استقالته وتقاعده في عام 1972.
-يعد أحد رواد الأدب الساخر في زمانه، فقد كان ناقمًا على الأوضاع في الجنوب اللبناني.
———————–
-الإنتاج الشعري:
– له: «ديوان جعفر محسن الأمين» – (تحقيق وتقديم: حبيب رشيد جابر) – دار الفارابي – المجلس الثقافي ونشرت له مجلة العرفان عددًا من القصائد، منها: «موت في الدارين» – 1945.
———————–
نموذجٌ من شعره:
«إلى مثقف»!
تهاني المخلصين من الصحابِ
أقدّمها بميمون الإيابِ!
أقدّمها إليك ولا أراها
ستُذْهِبُ ما بنفسك من عتاب!
على من كنتَ تحسبهم كرامًا
وكنت تُجلّهمْ عن كل عاب!
وكنتَ تضنّ إمّا ساء حالٌ
وراح البوم ينعب بالخراب!
لعهد الودّ لن ينسوا حقوقًا
ولن تلهيهمُ متعُ الشباب!
فهمْ للقلب في البلوى عزاءٌ
وهم سلواك في يوم اكتئاب!
نعم قد كنتَ تأمل أن يقوموا
بما تملي الصداقةُ من طلاب!
وما توجيهُ أمجادٍ عظامٍ
ظفرت بها بتأليف «الكتاب»!
رفعتَ به لمجد العرب صرْحًا
تعالى فوق طيّات السحاب!
وأخزى للفرنج عريضَ إسمٍ
وهدّمَ ما بنوه من قباب!
فصار ذليلنا يختال تيهًا
ويمشي مشيةَ الأسد المهاب!
ويبصر نفسه كالثور كبرًا
ويعتبر الخلائق كالذّباب!
فلا عجبٌ إذًا من بعد هذا
إذا ما رحت تطمع بالثواب!
وترغب بعد أن أسديتَ فضلاً
ونعمى طوقتْ كلّ الرقاب!
بأن يحبوك قومك كلّ شكرٍ
وأن يغدوا على عالي الجناب!
كما وفدت خيار الناس سعيًا
وراء الحج تهزأ بالصّعاب!
فيمتطيَ النعالَ البعضُ منهمْ
ويعلو بعضهم ظهر الدواب!
ليكتحلوا برؤية ألمعيٍّ
ويغترفوا من البحر العباب!
أبيتَ اللعْنَ مهلاً بالتجافي
ولا تقسُ علينا بالحساب!
ولا تدعِ اللسان يثور غيظًا
وتأخذ بالشتيمة والسّباب!
وتهتك حرمة الأجداد منّا
وتنثر ما عليهم من تراب!
فما كان القصور وليدَ سوءٍ
وما كنّا بفضلك في ارتياب!
ولكن الزمان قسَا علينا
وجرّعنا المصاب على المصاب!
فما نلقى صديقًا نصطفيه
ولا نحظى بعيشٍ مستطاب!
وهل في الأرض أشقى من كريمٍ
يعيش فلا يداجي أو يحابي؟!
رماه الدهر في أوطان سوءٍ
وأسلمه إلى قومٍ ذئاب!
هُمُ ما بين خدّاع دنيءٍ
وهم ما بين نهّابٍ مرابي!
فهذا أيقظ الوجدان منا
وصيَّرنا الطليعة لانقلاب!
يسدّ على اللئام طريقَ غشٍّ
ويُرجعهم إلى الدرب الصواب!
ولم نبقَ كما كنّا سوامًا
فتلهينا القشور عن اللباب!
نقضّي العمر في إعراب بيتٍ
ونترك بيتنا رهنَ الخراب!
ونقرأ عن لحوم الخلد آيًا
ونحن يشوقنا لحم الكلاب!
نعم لم يبقَ يخدعنا كلامٌ
إذا لم يأتِ بالعجب العُجاب!
لذلك رحمةً بك قد كرهنا
بأن نأتيك في جو اضطراب!
فلا تلقى من الإقبال شيئًا
إذا ما رحت تمعن في خطاب!
وتنتظر الجواب على سؤالٍ
فيبقى ما سألت بلا جواب!
مع العلم الأكيد بأنَّ ما في
جرابك لم يزل ضمن الجراب!
وما غيّرت موضوعًا قديمًا
ولا حاولت تجديدًا لباب!
نريدك أن تكون رسولَ حقٍّ
تشمّرُ للجهاد وللغِلاب!
كامل أيوب
1416-1353هـ
1995-1934م
-جوانبٌ من سيرة حياته:
-ولد في قرية الجعفرية (محافظة الغربية – مصر)، وتوفي في القاهرة.
-عاش حياته في مصر.
-درس في مدارس طنطا حتى حصل على الثانوية عام 1954، ثم التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ليتخرج فيها عام 1958.
-عمل بالهيئة المصرية العامة للكتاب، فتولى العديد من المناصب كان آخرها رئاسته للجنة النشر بها.
-كان عضوًا باتحاد كُتّاب مصر.
-شارك في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية والمؤتمرات الأدبية.
———————-
الإنتاج الشعري:
– صدر له ديوان «الطوفان والمدينة السمراء» – الدار القومية للطباعة والنشر – القاهرة 1965.
-الأعمال الكاملة – المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة 2002.
– نشرت له مجلات عصره عددًا من القصائد.
– له عددٌ من المسرحيات؛وعدد من القصص.
– ترجم العديد من القصائد العالمية؛ وله الكثير من السهرات الشعرية الإذاعية.
———————
-نموذجٌ من شعره:
ابنة الخال
يا بنةَ الخالِ عدتُ أحمل دائي
بين جنبيَّ مُجهشًا بالبكاءِ!
مُتعبَ الخطوِ كالمسافرِ إنْ طالَ
عليه السُّرى بقفرٍ عراء!
موحشَ الروحِ كالذي خانه النَّوْمُ
وحيدًا في ليلةٍ من شتاء!
حينما ضمّني الطريقُ تلفَّتُّ
إلى بابكِ الصغير ورائي!
وتحسَّستُ سِكّتي نحو داري
نحو صمتي ووحدتي واكتوائي!
سرتُ…شيءٌ كالزهو يسطع في وَجْــهي وشيءٌ كالحزن يغزو دمائي
حفنةٌ من شذاكِ فوق ردائي
ولظًى من هواكِ تحت ردائي!
طفلتي في المساء إنْ خَيّم اللَّيْــلُ
، ورجّعتِ أغنياتِ المساء!
فاذكري أنني على القُرب أَسْوانُ
، أنادي وما سوى أصدائي!
لو تَسمَّعْتِني إذا هجعَ الكَوْنُ
، سمعتِ ابتهالتي ودعائي!
ولراعتكِ أنّةٌ تعطف الصَّخْــرَ
، وآهٍ تُذيب من أحشائي!
إذ أناغي أطيافَ حسنكِ نشوانَ
، وأُبدي صبابتي وشقائي!
وأُري الليلَ ما كتمتُ نهاري
من تباريحَ جمّةٍ خرساء!
كم تعذّبتُ في هواكِ وعانَيْــتُ
، فداريتُ لوعتي في الخفاء!
وتظاهرتُ بالجمود وكلّي
زفراتٌ تصعّدتْ في اشتهاء!
آهِ لو تعلمينَ ما تحت جِدّي
ووقاري ورقّتي وحيائي!
تحت هذي الثيابِ حبٌّ وحربٌ
وفؤادٌ ممزّقُ الأشلاء!
خافقٌ راجفٌ كطيرٍ ذبيحٍ
يتنزّى في رعشة الإفضاء!
كلّما ثار يرغب الجهرَ بالحُبِّ
، ويُنهي لظاه بالإبداء!
صدمتْه من الحياة التقاليــدُ
، فردّتْه وهو في إعياء!
كم جلسنا معًا على أعين النّاسِ
، كأنا في خلوةٍ حسناء!
ما عيينا عن التجاوب بالرُّوحَيْنِ
في نَجْوةٍ من الإفشاء!
لغةُ الحبّ قد تُعبّر في الصَّمْــتِ
بما في العيون من إغضاء!
رُبَّ وجهٍ يُبين ما يحمل القَلْــبُ
، ويحكي أعماقَه في جلاء!
وابتسامٍ يشفّ عن طرب الرُّوحِ
، وعن صدق لهفةٍ واحتفاء!
هيّأتْ لي الأوهامُ أنّكِ تَدْريــنَ
هيامي وترحمين عنائي!
وتحنّين لي حنيني للُقياكِ
على خشيةٍ من الإيماء!
أصحيحٌ أنا صمَتْنا كلانا
عن هوًى واحدٍ قديم النداء؟!
أم خيالي المحموم صوَّرَ لي الحُلْــمَ
، فأغرقتُ جاهلاً في هُذائي؟!
ثمّ أصحو على أغانيَّ في الرّيــحِ
، ودنيا هوايَ بعضُ الهواء!
عندما ترفلين في مئزر النَّوْمِ
بهاءً في مئزرٍ من بهاء!
وتجيئين ذلك الخِدرَ تغفيــنَ
ملاكًا مُرقرقَ الأضواء!
في سكونٍ ترفّ من جسدي الرُّوحُ
، وتسعى إليكِ في استحياء!
تدخل الخِدرَ كالنسيم تُناجيــكِ
بسرٍّ عذّبتُه في انطوائي!
بدعاءات ساهرٍ ذي جراحٍ
وخيالات شاعرٍ ذي بكاء!
تتملاّكِ ساعةً ثم تمضي
بجناحين من هوًى وولاء!
حيث تأتي في آخر الليل نشوى
بأمانٍ فجريّةٍ بيضاء!
وبوعدٍ أن يوعزَ الحبُّ للحُبِّ
، فنرمي قيودَنا في لقاء!