- 11/08/2022 blogsandarticleslife
- 11/08/2022 voip phone system service provider
- 01/08/2022 blogsandarticlesworld
- 29/07/2022 I really like what Nigel said to Angelia in the film.
حديث المساء [ 70 ]

الشاعرةزينب محمد أحمد عزب.
الشاعرةزينب محمد أحمد عزب.
1348هـ-1425هـ
*ولدت في مدينة شبين الكوم (محافظة المنوفية بمصر).
*محطات في حياتها:
تلقَّتْ تعليمها الابتدائي في مدرسة شبين الكوم، وحصلت على شهادتها الإعدادية من إحدى مدارس الجيزة، ثم التحقت بمعهد التربية للمعلمات في منطقة الزمالك.
في عام 1952 التحقت بكلية التربية.
عملت معلمة منذ تخرجها، وظلت تتدرج في سلك التربية والتعليم حتى تقاعدها.
كانت عضوًا في اتحاد الكتاب المصريين.
وفاتها :القاهرة؛عام 1425هـ
*الإنتاج الشعري:
– لها عدد من المجموعات الشعرية: *«وتبقى الكلمة» – 1980
*و«الطفلة آن في الغابات الخضراء» الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر 1981.
*«بردة الرسول.. رؤية جديدة» – مكتبة مدبولي – القاهرة 1984.
*و«شباك الشمس العالي» – القاهرة 1984.
و« يا محبوبي»- القاهرة 1986، و«كلها الجراح.. يا ليلى» – الناشر العربي للطباعة – 1987.
و«عروس النيل على ضفاف المسيسيبي» – القاهرة 1988.
و«ذكريات طفل فلسطيني» – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة 1989.
و«أغاني الخلاص» – القاهرة
1989.
و«الغوص في الأرض» – دار الشروق – القاهرة 1992.
و«بوابات الحب الأخضر» – العربي للنشر والتوزيع – القاهرة 1994.
و«لماذا وأنت حبيبي» – العربي للنشر
والتوزيع – القاهرة 2000.
و«موجات صغيرة» – دار الكتاب المصري اللبناني – 2002.
*نشرت لها صحف عصرها – أمثال مجلة الإنسان والتطور – عددًا من القصائد.
*خصائص شعرها:اتسمت لغتها باليسر، وخيالها بالنشاط.
كتبت الشعر على الطريقة التقليدية ملتزمة الوزن والقافية ؛مع ميلها إلى التجديد .
*نموذج من شعرها:
قصيدة :ذكرياتي!
عاوِديني ذكرياتي!
هاتي لي ما فات هاتي!
هل أرى ما دار حولي
من أمانٍ راقصات؟!
قد تهادت في انتشاءٍ
وفْق وقْعِ الخفقات
عودُها نحويَ ثنَّت
في تراخٍ عاطفات
هل أنا في يقظةٍ أم
هل تُراني في سُبات؟
هذه أطيافُها لاحَتْ
لعيني مقبلات
وسريعًا من أمامي
في اختيالٍ غاديات
فأناديها توافيــني
أصيلاً مشرقات
أو مساءً والدراري
حين تبدو لامعات
أو بفجرٍ حين تسري
نسماتي هامسات
ساعةٌ ولّت تعالي
واسعدي بالذكريات
واسمعي شدوَ طيوري
لحن ودِّي مرسلات
وعبيرَ الذِّكْر شُمّي
من زهورٍ منعشات
ذكرياتي أنت كنزي
أنت أغلى من حياتي
أنت أشهى من رحيقٍ
أنت أحلى من فُرات
أنت أزهى من جديدٍ
أنت أبقى الخالدات
دُمتِ لي يا ذكرياتي
دمت لي حتى مماتي
لك أحيا لو يضمُّ الــقَبْرُ
عظمي ورُفاتي؟
تحت إشراف الأديب محمد الأمير –

عاطف غطاس كرم
عاطف غطاس كرم
1404-1335هـ 1983-1916م
*لمحات من السيرة :
ولد في بلدة جزين (جنوبي لبنان) وتوفي فيها.
تلقى تعليمًا نظاميًا، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ونال شهادة التخرج في الهندسة عام (1939)، وواصل دراسته العليا فحصل على الماجستير (1956).
عمل بالتدريس في الجامعة الوطنية بمدينة عالية، ثم أستاذًا للرياضيات في الإنترناشيونال كولج (1943)، ثم رئيسًا لدائرة الرياضيات فيها.
كان عضو لجان تعديل المناهج التربوية، وعضو لجنة الامتحانات الرسمية (1948)، وعضو الوفد التربوي لتوقيع أول معاهدة ثقافية بين لبنان والجزائر (1964).
اشترك في التأسيس لاتحاد المعلمين العرب (1960)، ومثَّل بلده لبنان في مؤتمرات تربوية عدة.
*الإنتاج الشعري:
– له ديوان بعنوان: «من هوانا» – دار المكشوف – بيروت 1949.
-الأعمال الشعرية الكاملة – دار العودة – بيروت 1998.
وله قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره، منها: «الجندي في ميدان القتال» – مجلة المستمع العربي – س5 – تصدر عن إذاعة لندن – 1944، وله مجموعتان بعنوان: «ملحمة لبنان» و«زمان الهوى» (مخطوطتان).
الأعمال الأخرى:
– له مؤلفات عدة في الرياضيات وترجمتان عن الإنجليزية لكتابي: «الإقطاعية» و«الأقمار الاصطناعية».
*مكانته وخصائصه الشعرية:
شاعر وجداني، تتنوع قصائده بين الغزل والتعبير عن الحب والهيام والتغني بالذات، والشكوى والأنين، والمشاركة في بعض المناسبات الرسمية.
قصائده تميل في غالبيتها إلى مجزوء
البحور والأوزان الخفيفة، والصور التعبيرية والمجازية الحسية.
حصل على عدة جوائز في الشعر، منها جائزة لندن عن قصيدة «جندي في ميدان القتال»، وجائزة الأدب للأقطار العربية (1956) عن قصيدة «اللاجئين»، وجائزة باريس (1959) عن قصيدة «الحانة المهجورة» وحصل على وسام المعارف ووسام العمل ووسام الاتحاد.
*نموذج من شعره:
قصيدة الجندي
رَوِّضِ البحْرَ والمحيطَ النَّائِي
وتحكَّمْ بالأرض والزرقاءِ
غائصًا، طائرًا، وأنّى تمنّى
أنت نَسْرُ الملاَحِم الحمراء
يومكَ اليومُ فالنفيرُ تهادَى
وتعالَى النِّدَاء تِلْوَ النداء
السلاحَ السلاحَ هيّا استعدّوا
نتحدَّى طلائع الأعداء
أزبد الأفْقُ بالضجيج وأرغَى
«بقلاعٍ» تشقّ قلب الفضاء
تصرع الليل فالقنابلُ تهمي
صَخَبًا صارخًا على الغبراء
فتَميدُ الأطوادُ من نارها الحَرّى
وتَلْوي منثورةَ الأفياء
وأطلّت سوابحٌ راعتِ الموجَ
ومالت كالحيَّة الرقْطاء
عصبتْ جبهةَ الفضاء دُخانًا
وتوارتْ في هالةٍ سوداء
ومضت تدفع القذائفَ للبَرِّ
لهاثًا مسعَّرَ الأضواء
فجَّرتْ ثلمةَ الجبال وهزَّت
فجواتِ الآفاق بالأصداء
فالقصورُ الشمَّاء عادت ترابًا
حفناتٍ نضَّاحةً بالدماء
وعلى الأرض قلعةٌ وهضابٌ
من حديدٍ لهَّابةِ الأحشاء
تقذف النار والقنابل والموتَ
سيولاً في ساحةِ الهيْجَاء
غضْبةٌ سخَّرَ الزمان لها القلـب
وأغفى في ليلةٍ ظلماء
أنا ألقاك أمةً تصدع الموتَ
وتفنى مشغوفَةً بالبقاء
يخفق النصر في ضلوعك يا جُنْــديُّ
خفقًا ملونًا بالرجاء
وحنينًا يهلُّ في قلبك الحَرْانِ
عودًا منوَّر الأنداء
غام بين الضلوع وهْيَ سُكارى
بعصيرِ المروءةِ الخرْساء
سكب المجدُ في تقاطيعك الغَضْــبى
فؤادًا مجنَّحَ الأهواء
وزنودًا من شفرة العزم قُدَّتْ
ولِـحاظًا من عزةٍ شمّاء
وحَبَا وجهك الممرَّد لونًا
من غبارٍ ملوَّحٍ بالإباء
ينضح الجرحُ بالنجيع وتبقى
مشرئبّاً، ترنو إلى العلياء
تتحدَّى الردَى وتسترخصُ الجرحَ
على اسم البطولة السمحاء
تفلتُ الخندقَ المصفَّح زحفًا
تحت قصف الزوابع الهوجاء
تدرز السهلَ بالرصاصِ وبالألــغامِ
حتى يضجَّ صدرُ السماء
وثْبَةٌ إِثْرَ وثبةٍ في الدم الصاخبِ
ينزو من أكبُد الشهداء
تتخطّى الربَا وما ماج فيها
غيرُ آهِ الأموات والأحياء
يُشفقُ الصبح إن أطلَّ عليها
واجماتٍ تغصّ بالأشلاء

لبيب كلاس
لبيب كلاس
1387-1323هـ 1967-1905م
*لمحات من السيرة:
ولد في قرية الفاكهة (لبنان)، وتوفي فيها.
تلقى علومه الأولى في مدرسة قريته، ثم التحق بمدرسة الآباء اليسوعيين في سن الرابعة عشرة..
اشتغل بالتدريس، أستاذاً في العديد من مدارس لبنان ؛حتى ترقى مديرًا؛وظلّ كذلك حتى وفاته عام 1950 م.
شارك في كثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية في منطقة البقاع، كما جمع منزله بين الكنيسة والمصلّى، حتى إنه أقيمت فيه صلوات للمسيحيين وللمسلمين.
*الإنتاج الشعري؛وخصائصه:
-له ديوان (مخطوط) في أربعة أجزاء هي: «الأصداء – نداء القلب – الومضات – قصائد المناسبات».
شاعر وجداني، رقيق الحاشية مرهف الإحساس، له مقطعات عديدة، ينظمها على الموزون المقفى، تستوقفه معاني الحب والنجوى وشكوى فراق الحبيب والهجر، وتمر به خطرات الماضي فيرنو إلى التلاقي، وغير ذلك من المعاني الوجدانية، تأتي ممتزجة بحس مفعم بالأسى والشجن.
ومجمل شعره مشمول بنزعة إنسانية، في لغة سلسة قوية الإيحاء، وتراكيب حسنة تتوزع بين الصور الكلية والجزئية، بحسب أحوال الشعور والمعنى، فيما تشيع مفردات من المعجم الرومانسي، فتزيد معانيه رقة وتزيد خياله خصوبة.
- الأعمال الأخرى:
– له مجموعة من المقالات نشرت في صحف ومجلات عصره.
ترجم مجموعة قصائد للامارتين، وله خطب ألقاها في مناسبات مختلفة ، وله رسائل ورد ذكرها في مذكراته.
نموذج من شعره:
*قصيدة:على الساقية.
وقفتُ على المجرى أردِّدُ في فِكري
إلى أين هذا الماءُ منسجمًا يجري!
فحالةُ هذا الماء معْ كلِّ واردٍ
وما توحي من أسرارِ ما زال في السر
كذا حالةُ الدُّنيا مسيرٌ مقدَّرٌ
نتابعُهُ مُستعجلينَ ولا نَدري!
وتلكَ هي الآمالُ تَمضي سريعةً
ونحن بها شبهُ السفينةِ في البحر
فإمّا لميناءِ السلامِ وصولُنا
وإمّا بنا الأمواجُ تَرمي على الصخر
وسيّانِ عندي في خضمٍّ نخوضُهُ
تعاليتُ فوقَ الموجِ أم غبتُ في القَعر!
ألا بسمةً يا دهرُ منكَ قصيرةً
تعزِّي قلوبًا لم تذُقْ لذَّة الدهر!
أَعِنِّي بها من قبلِ أن يذهب الصِّبا
ويَتلفَ هذا القلبُ من حبِّه العُذري
سُليمى أنا صبٌّ بكِ العمرَ إن يدمْ
وإلاَّ فهذا الحبُّ ينزِلُ في قَبري!

مؤيد العبدالواحد
مؤيد العبدالواحد
1415-1357هـ 1994-1938م
*لمحات من السيرة:
-ولد في بلدة «أبوالخصيب» (محافظة البصرة – جنوبي العراق) – وتوفي في مدينة البصرة.
-أكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط والإعدادي في مدينته «أبوالخصيب»، ثم انتقل إلى مدينة البصرة لمتابعة تعليمه الجامعي.
-عمل معلمًا في مدارس مدينة البصرة، إلى جانب ممارسته لبعض الأعمال الحرة.
توفي أبوه في سن يفاعته، فنشأ مُؤْثرًا العزلة، رومانسي المشاعر، بعيدًا عن الأنشطة الاجتماعية والندوات الأدبية، فلم يتفاعل معه نقاد عصره.
الإنتاج الشعري وخصائصه:
– له ديوان «مرفأ السندباد» – مطبوعات وزارة الثقافة
والإعلام – عام 1969.
-(كتب مقدمة الديوان الشاعر بدر شاكر السياب عام 1962 وظلت مخطوطة مع ديوان المترجم له إلى أن نشرت بعد رحيل السياب بخمسة أعوام).
-له ديوان مخطوط محفوظ بحوزة أسرته.
شاعر تجديدي، يلتزم الشكل والعمودي التفعيلي في كتابته، وتدور قصائده موضوعيًا حول الأسطورة التي عَبَّر من خلالها عن غاياته الشعرية.
قال عنه السياب في مقدمة ديوانه: «اتجه نحو التاريخ والأسطورة، لا ليتخذ منهما رموزًا للتعبير عن فكرة، لقد جعل التاريخ والأسطورة موضوعه الذي يعالجه لا لغاية غير غاية الشعر وحده ولم يجد له حقلاً أخصب من تاريخ العراق القديم، تاريخ سومر وبابل كما عرَّج على الأساطير العربية، وأقول إن الشاعر كان ممثلاً جيدًا للرومانسية الجديدة في الشعر العراقي الحديث».
كانت له صداقة مبكرة مع الشاعر بدر شاكر السياب، الذي يلتقي معه في الانتساب إلى مدينة البصرة.
معبد الحب
غدًا على سفح الهوى مَوعدي
ومهرجان الحبّ في مَشهدي
على السفوح الخُضر لي مَعبدٌ
ضَمّ أساطيرَ الهوى الأرغد
عند انتهاء الدّرب يعلو ذرًا
تُغازل السُّحْبُ صِباه النّدي
ومَعبدي العذريّ ما لامستْ
سوى عذارى الطّهر فيهِ يدي
ذبَحتُ أشواقي على بابهِ
أيّتها السُّحْب عليَّ اشهدي
فرشتُ بالأهداب أعتابَهُ
صَدري وِسادٌ للهوى فارقُدِي
وقلبيَ الهيمانُ قيثارةٌ
فلاعبي أوتارَهُ يُنشِد
سهرتُ ليلي أستجير السَّنا
أنظر من شوقٍ إلى الفَرقَد
وخمرُ كأسي من سُلاف الجَوى
أرشُفُها كالنّار من مَوقِد
ومرَّت السّاعاتُ عن وعدِنا
طال انتظاري في الدّجى فاصعدي
يا سحرَ عَينيها وأَهدابِها
سرُّ الردى في سِحرِك الأسود
أديمُها فَضَّ بياضَ النّدى
ونام في مِحرابها الـمُسْهَد
صاغ إلهُ الحسْن أوصالَها
وولَّدَتْها الشّمسُ في مولدي
رقيقةٌ كالظلّ، إشراقةٌ
ذرْذرَتِ الظنَّ على عُوَّدي
نورُ الدُّنى أنتِ وسِحرُ الصِّبا
يا غفوَةَ الأرواح لي في غد
ما أقصرَ العُمرَ وأحلى الهوى
وأنتِ تَهْفِين إلى معبَدي
غرِقتُ في حُلْمٍ بديع الرؤى
أَرسمُ عِينيكِ فلا أَهتدي
لـمَّا سرَى النّورُ وذاب الدجى
ساءلتُ آسَ السَّفْحِ عن أغيدي
لاحت بثوب اللّيل هيمانةً
وثغرُها من قُبُلاتٍ نَدي
مُسرعةً تسحب أذيالَها
يحرُسها أَملدُ عن أملد
إكليلُها من غار سَفح الهوى
مُركَّزٌ بالمسْدَل الأَجعَد
متى يَرى النورَ فُؤادٌ هنا
وتنتشي الآفاقُ من مَوْعِدي؟

عزيزة هارون
عزيزة هارون
1407-1342هـ 1986-1923م
*لقطات من سيرتها:
ولدت في حي القلعة بمدينة اللاذقية (غربي سورية) وتوفيت في دمشق.
تلقت تعليمها الأولي في منزل والدها، وتتملذت على يد صديق والدها سعيد مطرجي، فدرست علوم العربية والقرآن الكريم، غير أنها لم تكمل تعليمها نتيجة للتقاليد والعادات العربية التي كانت تمنع المرأة من المشاركة في الحياة الاجتماعية، فاعتمدت على نفسها في مواصلة تعليمها بالاطلاع على التراث العربي والحركة الشعرية المعاصرة.
عملت أمينة لمكتبة الإذاعة بدمشق.
كان لها برنامج إذاعي بعنوان «قرأت لك» تلقيه بصوتها في إذاعة دمشق.
اختيرت عضوًا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية أيام الوحدة السورية المصرية (1958 – 1961) – كما كانت عضو لجنة الشعر باتحاد الكتاب العرب بدمشق.
الإنتاج الشعري:
– لها ديوان: «عزيزة هارون» – إعداد عفيفة الحصني – منشورات الندوة الثقافية النسائية – دار الجمهورية للطباعة والنشر – دمشق 1992.
ولها قصائد عديدة نشرتها في صحف ومجلات عصرها، منها: «بين عهدين» و«جميلة القصيدة الجديدة» – و«أغنيات للحب والأرض» و«غربة» – و«وطن» و«سنابل القمح» .
*خصائص شعرها:
في شعرها مسحة من الحزن، ويتميز بالصدق الشعوري والبساطة والبعد عن التعقيد، والاتحاد بالطبيعة في نزعة صوفية وجدانية.
برعت في التقاط صور ولقطات واقعية صاغتها في شعرية معبرة عن روح الأنثى وما يعتريها من حالات أمومة وفقد تتناسب وحرمانها منها.
تكثر في قصائدها مفردات الحزن والدموع في توظيف فني يتناسب وأجواء القصيدة.
رثاها كثير من شعراء عصرها.
يتنوع شعرها بين الالتزام بالوزن والقافية، والكتابة على الشكل التفعيلي، وينتمي موضوعيًا إلى تيار الشعر التفعيلي في التعبير عن الذات، والاهتمام بقضايا الوطن، ولها في ذلك أناشيد على لسان أم فلسطينية،وعلى لسان جزائرية في جيش التحرير، وقصائد في تمجيد أول وحدة عربية بين مصر وسورية (1958)، وقصائد في استنفار همم بنات جنسها للدفاع عن بورسعيد المصرية.
نموذج من شعرها :
قصيدة :يا شعرُ أنت رسالةٌ
قلبي يرفُّ على الشُّعاعِ الهادي
يا نعمَ ما فعل الهوى بفؤادي
أنشدتُ شعري للحياةِ وسحْرِها
وسمعتُ همْسَ الروح في إنشادي
وأَحَبُّ أغنيةٍ لقلبي في الهوى
أغنيَّةٌ أمجادها أمجادي
تختالُ من زهوٍ برفعة يعربٍ
وتهيم سكْرى في ربوع الضاد
وتقول لي والعُرْبُ شتَّتَ شملَهم
كيْدُ الدخيلِ وثورةُ الأحقاد
الرايةُ الكبرى تهلُّ على الحمى
لا تحزني إنَّا على ميعاد
بغدادُ يا بلدَ السلام ترفَّعي
أين السلامُ على ذُرا بغداد؟
أتُهان في بلد الرشيد عروبتي
أين الرشيدُ يصول بالأجناد؟!
يا شعرُ أنت رسالةٌ عُلْوّيةٌ
تهدي النفوسَ بنورها الوقّاد
ما أنت للغزلِ الرقيقِ بموطني
اليومَ يومُ عزيمةٍ وجهاد
كأسي التي روَّيْتها بسُلافتي
خبّأتها يا شعرُ للأعياد
وزهورُ قلبي وهي تبسمُ للسَّنا
عرَّيْتُ منها أفتَنَ الأجياد
ضفَّرتُها وبعثتها نديانةً
ريَّا العبير إلى شهيد بلادي
أنا لن يكون لي التقيّدُ مذهبًا
لكنّ لي قلبًا يسوس قِيادي
أنا في ربوع القدس لهفة حرّةٍ
بفؤادها المغروس بالأوتاد
بعمان أقتحم اللظى مجنونةً
بتسابق الفرسان والأنداد
وعلى ربا «أوراس» خفقة مهجةٍ
مسحورةٍ ببطولة الآساد
يا شعر غرد للبطولة والفدا
أرسل حنانك في غناء الشادي
أنا في هواك شذا العروبة فابتدع
لحني وهيّئ للذرا إنشادي

إلكسندرة الخوري
إلكسندرة الخوري
1436-1289هـ 1927-1872م
- لقطات من سيرتها:
ولدت في بيروت وتوفيت في لندن.
عاشت فترات من حياتها بين لبنان ومصر، وعدد من البلدان الأوربية، وتركيا وإيران.
التحقت بمدرسة الراهبات بالاسكندرية
أصدرت مجلة نسائية عنوانها «أنيس الجليس» وتفرغت للكتابة فيها.
كما أنشأت مجلة بالفرنسية عنوانها «اللوتس».
كانت ناشطة في صعيد العمل النسائي ولها حضور بارز في المحافل والمؤتمرات الدولية، وكان لها علاقات مع العديد من زعماء الدول.
حصلت على الكثير من الأوسمة وحظيت بتكريم زعماء كثر منهم: السلطان عبدالحميد الذي قلدها وسام «الشفقة» الثاني، ثم قلدها الوسام نفسه من الدرجة الأولى، كما منحها الشاه مظفر الدين شاه إيران آنذاك وسام «شرفت» ؛ومنحها البابا ليون الثالث عشر وسام «محامي القديس بطرس»، وحصلت على نوط الاستحقاق من جمهورية «سان مارينو»، ونالت وسام عضوية الجامعة الإسبانية الأمريكية؛ ووسام أمريكا الشرقية الأكبر؛ ووسام جمعية مار بطرس ووسام «شفاليه» من جمعية الإنسانية والسلام.
الإنتاج الشعري:
– لها ديوان شعري أشار إليه الزركلي في كتاب «الأعلام» .
الأعمال الأخرى:
– لها مسرحية بعنوان: «أمانة الحب» تحقيق سيد علي إسماعيل، الهيئة العامة لقصور الثقافة – مصر، وترجمت عن الفرنسية قصة بعنوان: «شقاء الأمهات».
خصائص شعرها:
أهم ما يميز شعرها السهولة والبساطة والبعد عن الإغراق في اللغة القديمة .
جمر الغرام
لقد ذهبت يا قلبُ عنك التي تهوى
وخلَّتْك حيرانًا تئنّ من البلوى
مضت تتملّى من نسيمٍ وروضةٍ
وأنت على جمر الغرام بها تُكوى
فطوبى لذيّاك النسيمِ فقد غدا
يُقبّل ثغرًا دونه المنّ والسلوى
وطوبى لذاك الزهر حين تَشمّه
فقد فاز من دون الأزاهر بالحظوى
ولله ذاك البحر حين تزوره
فلا بدَّ أن يغدو بزورتها حُلوا
وما لي أشكو الحبَّ وحدي وما الذي
تُفيد المحبين الصبابة والشكوى؟!
حبيبةَ قلبي إنني لكِ تابعٌ
فما طابتِ الشكوى لغير الذي تهوى
هنالك ألقي بين كفّيك مهجتي
وأَهْلَكُ ظمآنًا بحبك أو أُروى!

الشاعرة:ناهدة فضلي الدجاني.
الشاعرة:ناهدة فضلي الدجاني.
- سيرة الشاعرة:
ولدت في مدينة يافا؛
عاشت في فلسطين، والأردن، ولبنان، وأمريكا.
تلقت تعليمها الأولي في مدارس يافا، والتحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت (1953) ؛وتخرجت بعد دراستها الإعلام (1957).
عملت في محطة «الشرق الأدنى» الإذاعية، وتركتها احتجاجا على سياستها الموالية لبريطانيا بعد العدوان الثلاثي على مصر (1956) ثم افتتحت بمشاركة زوجها
مؤسسة للإنتاج الإذاعي، وعملت في الإذاعة اللبنانية (1960 – 1975).
هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية (1975) وعملت في عدد من المحطات الإذاعية هناك.
كانت عضوا في مركز الحوار العربي بولاية فرجينيا الأمريكية.
قدمت عددا من البرامج الإذاعية الناجحة من أشهرها برنامج «مع الصباح» الذي قدمته على مدار خمسة عشر عاما عبر الإذاعة اللبنانية؛
وتوفيت في ولاية فرجينيا الأمريكية.
- الإنتاج الشعري:
– لها مجموعتان شعريتان مخطوطتان في فرجينيا.
- اتجاهها الأدبي:
نظمت الشعر وفق إطار قصيدة التفعيلة، ومالت بعض قصائدها إلى اعتماد إطار قصيدة النثر، ارتبطت قصائدها ببعض القضايا الإنسانية والوطنية كما يتجلى في
قصيدتها: «مسنا الضر» التي ترددت فيها بعض مفردات القرآن الكريم، ولها قصائد ترتبط ببعض المناسبات الاجتماعية، اتسمت قصائدها ببساطة اللغة وسهولة المعنى والميل للأسلوب المباشر.
لقبها الناقد الموسيقي إلياس سحاب «ليلى مراد المذيعات».
- نموذج من شعرها
لا تقترب
لا تقتربْ
لطفًا هنا وردٌ وفلّه
وهناك قرب النبع
عند المنحنى
تهتز نخله
لا تقترب لطفًا
فإن جوارها
تختال طفله
سمراءُ تجلسُ
فوق عشب الروضِ
ساهمةً
تفكر في حبيب العمرِ
من أذكى لهيب الشوقَ
من غرس الهُيام بقلبها
ماذا جنت؟
حتى يكبَّل قلبها
ماذا جنت؟
حتى يثور بصدرها
بركان شوقٍ للحبيبْ
فمتى يداعبُ
باشتياقٍ ثغرها
ومتى يداعبُ
في حنانٍ شعرها
ومتى يهيمان معا
حبًا عنيف الدفقِ
في شغفٍ
على مرّ الزمان ممنَّعا
بالصدق يبقى سامقًا
متجددًا أبدًا
كزهر الروضِ
كلله النّدى
هذا هو الحب الذي يبقى
على طول المدى

الشاعر :حسن القاياتي.
- الموطن:مصر
- سيرة الشاعر:
ولد في بلدة القايات، (محافظة المنيا – وسط الصعيد)، وتوفي في القاهرة، وبين المنيا والقاهرة قضى حياته.
عاش في مصر.
تربى تربية دينية صوفية وحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وأرسله والده العالم إلى الأزهر ، لكنه لم يحصل على شهادة لنهاية دراسته.
كان عضوًا بالمجمع اللغوي بالقاهرة (1942) وعضوًا بمجلس النواب (البرلمان) في عصر الملكية.
الإنتاج الشعري:
– صدر له «ديوان القاياتي» (جـ1) مطبعة كردستان العلمية بمصر 1910، كما نُشرت له قصيدتان بمجلة الرسالة (القاهرية):«من غزل الملوك» – العدد 459 في 0/4/1942، و«الحسْن المبتذل» – العدد 467 في 15/6/1942، كما ضمَّن محمد عبدالمنعم خفاجي – كتابه: مع الشعراء المعاصرين – قصيدة له بعنوان: «لفتة إلى الثلاثين» – 1956.
- الأعمال الأخرى:
– كتب الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية، نشرت بالرسالة، وبمجلة كوكب الشرق، وبصحيفة الأهرام، وقام بتصحيح ونقد كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة، في عشر مقالات.
- مميزات شعره:
شعره شديد الامتزاج بالحياة العامة ومشاهد الواقع. تناول شتى الأغراض حتى ما قد يتجافى عن ثقافته الدينية والصوفية، وصف المخترعات الحديثة، وتغزل، وقرّظ مؤلفات أصدقائه بنفس الروح التي كتب بها شعره السياسي أو وصف الربيع أو «السائلة الحسناء».
«ثنائياته» تدل على قدرة خاصة في تكثيف المعنى والتقاط العين أو الذهن للمتميز والخاص. وفي رثائه لملَك حفني ناصف حُسن توسلٍ إلى المعاني الرهيفة ونبل الشعور والتجاوب مع عوامل النهضة.
- نموذج من شعره:
قصيدة أفيكم فتًى حرٌّ؟!
ترجِّي شروقَ الشمس أحلى من الشمسِ
فتصبح مثوًى للهموم كما تُمسي
ربيبةُ خدرٍ شرَّد البيْنُ إلفَها
فراحت وفي أعطافها صورةُ اليأس
وفي حِجْرها نضّاحةُ الدمع طفلةٌ
أطلَّ على ميلادها طالعُ النحس
قريحةَ مجرى الدمعِ أُمّاً لأربعٍ
دهتْها النوى أو حين تحبو إلى خمس
تُسائلها يا أمُّ أين ثوى أبي
أحيٌّ أبي يا أمُّ أمْ حلَّ في رَمْس؟
وما باله يجفو على الحبِّ دارَه
بنفسي أبي لو كان يحنو على نفسي؟
فقالت لها والدمعُ بالدمع ملتقٍ
أبوكِ غريب الدار قد بات في حبس
فتًى يبتغي شمسَ الجلالة لم يُرَعْ
إذا بات في منفاه أبعدَ من شمس
أفيكم فتًى حرٌّ يقرِّب والدًا
لطفلته قُرْبَ الشفاهِ من الكأس؟
فوا طربًا لو حال بُعْدٌ إلى لِقا
ولو بدَّلوا من وحشةٍ لذةَ الأنس
قضى اللَّه أن نحتاز معسولةَ اللمى
وأن نجتني ما قد رَجَوناه من غرْس!

خيري شلبي
الكاتب المصري:
- خيري شلبي
- ولادته : ولد خيرى شلبى فى محافظة كفر الشيخ بقرية شباس مركز قلين، فى 31 يناير 1938.
- المناصب التى تقلدها:
تولى رئاسة تحرير مجلة الشعر التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان يشغل قبل رحيله منصب مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الأدب الشعبى التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
- مكانته الأدبية:
رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وكان من أوائل من كتبوا ما يسمى الآن بالواقعية السحرية.
رشحته مؤسسة “إمباسادورز” الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب.
قدم نحو 70 كتابًا ضمت روايات، ومسرحيات، ومجموعات قصصية، ودراسات نقدية.
ترجمت معظم رواياته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والصينية، والعبرية، والإيطالية.
قدمت عنه عدة رسائل للماجستير والدكتوراه في جامعات عربية وأوروبية.
كتب مقالات صحفية في كثير من الصحف، ومنها “الأهرام”
النتاج الروائي:
- “الأوباش”، 1978
- “الوتد”، 1986
- “أولنا ولد”، 1990
- “لحس العتب”، 1991
- “موال البيات والنوم”، 1991
- “وثانينا الكومي”، 1993
- “موت عباءة”، 1993
- “وثالثنا الورق”، 1995
- “بغلة العرش”، 1995
- “وكالة عطية”، 1999
- “منامات عم أحمد السماك”، 1999
- “صالح هيصة”، 2000
- “صهاريج اللؤلؤ”، 2002
- “زهرة الخشخاش”، 2005
- “نسف الأدمغة”، 2007
- “صحراء المماليك”، 2008
- “إسطاسية”، 2010
- النتاجات الأخرى:
- “أسباب للكي بالنار” (مجموعة قصصية)، 1988
- “محاكمة طه حسين”، 1994
- “عدل المسامير” (مجموعة قصصية)، 2005
- معلومات أخرى:
(جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ):
- جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981
- جائزة أفضل رواية عربية عن رواية “وكالة عطية” عام 1993
- الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للتفوق عام 2002
- جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ عام 2002
- جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية عام 2003
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2005
- وفاته: 9 سبتمبر عام 2011.

الأديبة: وداد سكاكيني
- الأديبة: وداد سكاكيني
_________________________
- ولادتها وأشهر المحطات:
ولدت في صيدا (لبنان) عام 1913
تخرجت في الكلية الاسلامية ببيروت،
وكان أستاذها الأديب النحوي الشيخ مصطفى الغلاييني (رحمه الله) الذي سدد خطاها وشجعها بعناية خاصة بعد أن اكتشف نبوغها المبكر.
وعملت في التعليم عشر سنوات، ثم تفرغت للأدب.
عملت في التعليم أوائل حياتها، ثم نشرت انتاجها الأدبي في مجلة ” المكشوف” البروتية، ورحلت إلى مصر وخاضت معارك أدبية عديدة دفاعاً عن بنات جنسها.
عضو جمعية القصة والرواية.
***************************
- مكانتها الأدبية:
_________________________
تعدّ أديبتنا الكبيرة رائدة في مجال القصة القصيرة النسوية بداية الخمسينيات، وتنوعت أعمالها بين الكتابة الإبداعية: من قصة قصيرة ورواية ومقالة، والدراسة الأدبية والنقدية والتاريخية، واهتمت بأدب المرأة وتاريخها وسلطت الضوء على أبرز المبدعات والشخصيات النسوية التاريخية في الشرق والغرب.
وهي شديدة العناية بنسج عباراتها بوعي ووضوح وفصاحة، ذربة اللسان، بليغة في نثرها، وفي قصصها روعة وكمال وفهم للنفسيات التي تصورها في أحداث القصص.
**********************************
- مؤلفاتها:
__________________________
1- الخطرات- بيروت 1932.
2- مرايا الناس- القاهرة 1945.
3- أمهات المؤمنين- دراسة- القاهرة 1945.
4- أروى بنت الخطوب- رواية – القاهرة 1946.
5- بين النيل والنخيل- رواية – القاهرة 1947.
6- الحب المحرم- رواية – القاهرة 1947.
7- انصاف المرأة- دراسة- دمشق 1950.
8- الستار المرفوع- قصص- القاهرة 1955.
9- نفوس تتكلم- قصص – القاهرة 1962.
10- سواد في بياض- مقالات- دمشق 1959.
11- نساء شهيرات من الشرق والغرب- دراسة- القاهرة 1960.
12- نقاط على الحروف- دراسة – القاهرة 1960.
13- مي زيادة في حياتها وآثارها- دراسة- القاهرة 1970.
14- قاسم أمين- دراسة- القاهرة 1971.
15- عمر فاخوري- دراسة- القاهرة 1972.
16- أقوى من السنين- قصص- دمشق 1978.
17- شوك في الحصيد- مقالات- دمشق 1981.
18- سطور تتجاوب- مقالات- دمشق 1987.
19- بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.
20- سابقات العصر دعياً وسعياً وفناً.
**********************************
- وفاتها:
_________________________
توفيت سنة 1991.

الأديب :محمود الخفيف.
- الأديب :محمود الخفيف.
__________________________
- ولادته؛ وأشهر المحطات:
ولد في مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية بمصر عام ١٩٠٩م، وحفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة، والتحق بمدرسة حسن باشا ماهر بالقلعة، ثم انتقل إلى مدرسة خليل آغا الابتدائية، ثم مدرسة فاروق الثانوية، فمدرسة المعلمين العليا عام ١٩٢٨م التي التحق فيها بقسم التاريخ، وحصل منها على الليسانس عام ١٩٣١م.
عُيِّن الخفيف مدرسًا للتاريخ بالقسم الثانوي في المعاهد الدينية الأزهرية، ومدرسًا بمدارس شبرا الثانوية، وسوهاج الثانوية، ومصر الجديدة الثانوية، وقد تقلَّد العديد من المناصب، حيث عمل مديرًا لإدارة التعاون الشرقي بوزارة المعارف، ثم انتُدِبَ للعمل بالأزهر الشريف ليشغل وظيفة سكرتير تحرير مجلة الأزهر، وقد كلَّفته وزارة المعارف بإعدادِ كتابين لإصلاح تاريخ مصر القومي، ثم سافر إلى لندن في بعثةٍ لإعداد المعلمين، وبعد عودته عملَ مفتشًا أول للمواد الاجتماعية بوزارة المعارف، ثم أصبح ناظرًا للمدرسة الإبراهيمية الثانوية.
****************************
- مسيرته الإبداعية:
__________________________
له العديد من القصائد الشعرية:
منها؛ «الطائر السجين»، «على شاطىء الحبيب»، «جميلة بوحريد»، «شهيد كربلاء».
وله عدد من القصائد القصيرة التي نشرها في مجلة الرسالة منها؛ «قال الواعظ وحكم القاضي»
وله رواية أيضًا بعنوان «الثائرة»
وله عدة مقالاتٍ نقدية تزيد على الأربعين، كما ترجم عددًا من الأعمال الإبداعية في الآداب العالمية
****************************
- خصائص أدبه:
__________________________
تتسم أشعاره بتعدد قوافيها وتنوع أبياتها، ورصانة إيقاعها، كما اتسمت صوره ومعانيه بالكثافة والتنوع، ووضوح الرؤية والنزوع إلى التجديد.
****************************
أشهر مؤلفاته:
__________________________
- سجين شيلون
- «أحمد عرابي الزعيم المُفْتَرَى عليه»
- وراء المنظار
****************************
- وفاته:
__________________________
وافته المنية ١٩٦١م.
****************************
- نموذج من كتاباته:
__________________________
- ذات صباح …
“أوشكت أن تنشق على الأفق الشرقي كله الصباح الوردية عن جبين الشمس، وأنا جالس في مصلى على حافة ترعة كانت تفهق بذلك الفيض الحبشي الذي حمله النيل من هضبات وادينا الحبيب؛ وكانت تحجبني عن الطريق العريض على الضفة الأخرى للترعة أغصان الصفصاف المتهدلة، التي تمس الماء فتبدو كأنما تحنو على هذا النضار الغالي، وجلست بحيث أتبين المارة في يسر من خلال الصفصاف الحاني، ولا يكاد يتبينني أحد إلا في مشقة …
ورحت أرقب طلوع الشمس على الأفق، ولعلي إنما طلبت الفضاء في السماء حيث غطت الفضاء على الأرض عيدان الذرة، وقد استطالت واستغلظت على سوقها وأخرجت سنابلها، وعيدان القطن وقد طالت فروعها وتدلت زهراتها، فلم يبق أمام ناظري على الأرض إلا ذلك الطريق القريب على الضفة الأخرى للترعة، تتقاطر فيه أسراب الصبايا عائدات بجرارهن من الترعة الكبيرة في هذه البكرية الرخية، خفيفات تتماوج قدودهن الممشوقة الناهدة تحت الجرار الثقيلة الطافحة بالفرات العذب الذي يجري به النيل،
وجاءت فتاتان فآثرتا أن تملآ جرتيهما على مقربة من المصلى، فكنت أراهما من حيث لا ترياني، أما إحداهما فما لبثت أن عرفتها فهي بهيجة بعينها! بهيجة تلك البنية الريفية التي ما كنت ألقاها وهي بين العاشرة والثانية عشرة إلا استوقفتها وضاحكتها، والتي كنت أحدث نفسي يومئذ بما سوف يكون لها من فتنة وسحر …
وها هي ذي في الثامنة عشرة أو فوقها قليلًا، شمس يضيء جبينها الأبلج كما تضيء شمس الأفق، قد أفرغت فيها الطبيعة الريفية سحرها إفراغًا كما يصنع الفنان بدميته، حين يريد أن يبلغ بها منتهى قدرته، وملأت ناظري من خصرها الدقيق وردفها المليء وصدرها الناهد؛ وشمرت عن ساعديها وكشفت عن ساقيها لتنزل على حجر في الماء، فما حسبت ساقيها وذراعيها لولا تحركها، وتثنيها إلا صنعة فنان بالغ في تسوية مرمره ليتحدى به الطبيعة.
أما وجهها فما تغني اللغة عنه، فلن يُتصور جماله إلا أن يُرى …
أما صاحبتها فسمراء لعوب في وجهها وفي هيكلها وفي حديثها ما نسميه خفة الروح، وهي لا تفتأ تضحك وتداعب رفيقتها ولا تزيد بهيجة على أن تبتسم ابتسامة طفيفة لا تلبث أن تنطفئ …
وحيرني هذا الهم في وجه بهيجة، فعلى فمها الدقيق وفي عينيها الواسعتين الزرقاوين الطويلتي الهدب، خيال الألم والحزن الدفين وفي خديها شيء من الشحوب، لولا تلك الحمرة الشديدة التي تمتاز بها صفحة هذا الوجه …
وقالت فاطمة — وهذا اسم صاحبتها كما تبينت — تحدث بهيجة، وهي فوق الحجر يغطي الماء ما فوق خلخالها قليلًا: أأدفعك يا بهيجة في الماء فتغرقين وتلتهمك الجنية؟
وقالت بهيجة: ليتني أغرق فلن ينجيني إلا الموت! ألا ليتني أتزوج الموت نفسه!
وعجبت مما أسمع وازددت تطلعًا إلى معرفة ما يحزنها، فما أشد ما يؤلم النفس مرأى الجمال الحزين، وأنصت إلى فاطمة وقد ألقي في روعي أنها سوف تكشف هذا السر …
وقالت فاطمة، وقد خرجت صاحبتها من الماء بعد أن ملأت الجرتين، وجلست مستندة إلى جذع شجرة: فيم هذا الهم يا أختاه وغدًا ليلة الحناء؟
وحاولت بهيجة أن تبتسم، فما افتر ثغرها الجميل حتى انطبق، وامتلأت مقلتاها الساحرتان بالدمع، وتسايل الدمع فجرى فوق خديها، ثم دفنت وجهها في كفيها وأجهشت إجهاشة كادت تطلق الدمع من عيني … وما أيسر ما ينطلق دمعي فلا أمسكه إلا بجهد …
وأمسكت فاطمة عن الضحك وراحت تهدهد صاحبتها، وتقول: لعل الخير فيما تكرهين، وما عيب حسن وهو ابن الجمل والناقة، في بيته الخير وزوجات إخوته من أحسن البيوت، وإن لم يكن جميلات، وسوف تكونين أنت زينة الدار … وبأي شيء يمتاز إبراهيم عنه؟ وكيف تقوى الواحدة منا على مخالفة أبيها؟ رأى أبوك أن يزوجك من حسن فهل تعصينه؟ وما جدوى البكاء وقد صرت في عصمته؟
وأثار كلام فاطمة حزنها كله فاسترسلت في بكائها، وصحب هذا البكاء أنين متقطع، كأنما كان ما ألقي في سمعها من كلام طعنات خنجر شاعت في جسمها كله ففي كل موضع منه طعنة … ونظرت في وجه فاطمة تحسب أنها من أعدائها، ورأيت في وجهها كأنها تريد أن تري فاطمة ما تعتزم من عصيان …
ولمحتني فاطمة من خلال الصفصاف، فغمزت صاحبتها وهمست في أذنها، ومسحت بهيجة عينيها بذيل ثوبها الأبيض الذي سحبته من تحت ردائها الخارجي الأسود، وأصلحت الفتاتان حويتيهما ووضعتاهما على رأسيهما ومر رجل فأعانهما على حمل جرتيهما وانطلقتا صوب القرية …
ولاحظت على بهيجة أنها لا تكاد تقوى على حمل جرتها، فكانت خطوتها أثقل من خطوات صاحبتها، وكان عودها اللدن يتثنى من إعياء لا من عجب تحت جرتها الثقيلة، وما زلت أتبعها بنظراتي حتى غيبتها عني في منعطف عيدان الذرة …
وبقيتُ ساعة يكرب نفسي ما يحزن بهيجة، كما تُكدر خاطري طيوف منكرة سوداء من السم والحريق والقتل، وإتلاف الزرع من جرائم الريف يمثلها لي هذا السبب الذي سمعته بأذني؛ وطاف برأسي الطلاق والنفقة والهجر والخصام، وبيت الطاعة والمعارك بين الأسر، بله ما روعني من صورة الخيانة والفجور وغيرها من أفعال الظلام، وما تجره في أعقابها من شر وانتقام، كل أولئك مثلته لي ثورة بهيجة.

✍️الشاعر المهجري:نسيب عريضة
✍️الشاعر المهجري:نسيب عريضة
- وُلد نسيب عريضة في مدينة حمص في آب/ أغسطس من عام 1887م
- أبرز محطات حياته:
أُغرم نسيب بالقراءة والتأمل عن الطبيعة والحياة منذ صغره، فقرأ العديد من الكتب في الأدب العربي خاصة الدواوين الشعرية، ثم بدأ يكتب الشعر في مختلف موضوعات الحياة وغلب على شعره التأمل.
- هاجر نسيب عريضة إلى “نيويورك” عام 1905 طلبًا للرزق.
- نشر مقالاته وأشعاره في جرائد المهجر مثل “الهدى ومرآة الغرب والسائح”.
- أسس في “نيويورك” مطبعة باسم “الأتلنتيك” عام 1912.
- في عام 1913 أصدر نسيب مجلة شهرية أسماها “الفنون” وأعطاها الكثير من جهده وفكره، وكانت من أرقى المجلات الأدبية في المهجر.
وقد ساهم فيها كبار أدباء المهجر أمثال “جبران خليل جبران” و”ميخائيل نعيمة” و”إيليا أبو ماضي” و”رشيد أيوب” و”عبد المسيح حداد” و”وليم كاتسفليس” و”ندره حداد” وجميع أعضاء الرابطة القلمية.
- في عام 1920 أسس “نسيب” مع رفاقه “جبران خليل جبران” و”ميخائيل نعيمة” و”إيليا إبو ماضي” و”ندره حداد” و”رشيد أيوب” جمعية الرابطة القلمية وتولى “جبران” رئاستها و”نعيمة” مستشارها، وعاشت الرابطة حوالي أحد عشر عاما.
- بعد توقف مجلة الفنون تسلم رئاسة تحرير جريدة “مرآة الغرب” لصاحبها “نجيب دياب”، ثم انتقل إلى جريدة “الهدى” لصاحبها “نعوم مكرزل”.
- أثناء الحرب العالمية الثانية عمل موظفًا في مكتب الأخبار بالولايات المتحدة، أمضى فيه مدة سنتين ثم استقال واعتزل العمل لإصابته بمرضٍ في الكبد والقلب.
- مؤلفاته:
- صدر ديوانه الوحيد “الأرواح الحائرة” سنة 1946 بعد فترة قصيرة من وفاته، واحتوى على 95 قصيدة.
- “أسرار البلاط الروسي” وهي روايةٌ مترجمة عن الروسية.
- “ديك الجن الحِمْصي” وهي قصةٌ منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، •”الصمصامة” وهي أيضًا قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، بالإضافة لمقالات وفصول مختلفة نشرها في مجلات وجرائد المهجر.
- نموذجان من شعره:
1-أنات شاعر
حَدَّثَ الشاعرُ عن نُورِ القَمَر
وافتِرارِ الليلِ عن ثغرِ السَحَر
عن شُمُوسٍ سَطَعت أنوارُها
تَملأ الأرضَ سُروراً والبَشَر
عن رِياضٍ فَتَحت أحضانَها
لعِناقِ الصَبِّ في ظِلِّ الشجَر
عن جمالِ الغيدِ في فِتنَتِهِ
عافَ هاروتُ الخُلُودَ المُنتَظَر
عن عُيونٍ حَلَّها سِحرُ الحَوَر
وخُدودٍ مَسَّها لُطفُ الخَفَر
وقُدودٍ قد طَغى الحُسنُ بها
جائراً جَورَ اقتِدارٍ وظَفَر
ينظُرُ الصَبُّ إِليها كَلِفاً
حَسبُهُ من نَظرَةٍ بعضُ الوَطَر
عن نُفوسٍ ظَفِرَت في عَيشِها
بالذي يرجو مُحبّ قد صَبَر
عن ليالٍ عَبَرَت ما عابَها
في التَلاقي والرِضى إِلّا القِصَر
عن أمانٍ لألأت في لَيلِها
فاز راجِيها بها قبلَ السَحَر
عن حياةِ المَجدِ والحبِّ كما
يَشتَهيها رَهطُ فرسانِ السَمَر
عن جِنانٍ وُعِدَ الخَلقُ بها
وعلى كَوثَرِها نِعمَ المَقَرّ
كلُّ هذا مُطرِبٌ تَسمَعُهُ
نفسُ مَحزونٍ فيُنسِيها الكَدَر
وأنا أَحسِبُ نفسي شاعراً
جاشَ في قلبي عزِيفٌ من وَتَر
وَتَرٌ واهٍ على ألحانِهِ
يَسكَرُ القَلب ويُفشِي ما سَتَر
ضاقَ ذَرعاً بالأسى لكنَّهُ
ظَلَّ في كِتمانِهِ حتى انفَجَر
فاسمَعُوا أناتِهِ تَروي لَكم
رَجعَ ما رَدَّدَهُ صوتُ الغِيَر
عن ظلامِ العَيشِ عن سجنِ البقا
عن فَيافي التيهِ عن ظُلمِ القَدَر
عن ليالي الوَيلِ عن قَطعِ الرَجا
عن دنوِّ البَينِ عن بُعدِ المَفّر
عن خِداعٍ عن شَقاءٍ عن شَجى
عن فِراقٍ عن دُموعٍ عن سَهَر
عن شَقيٍّ عن أبيٍّ عاثِرٍ
عن شَرِيدٍ عن نَبيٍّ مُحتَقَر
عن فقيرٍ حاسدٍ طَيرَ السَما
عن طَريدٍ ما لَهُ العُمرَ مَقَرّ
عن عَذاري بَذَلت أعراضَها
في سَبيلِ العَيش بِئسَ المُتَّجَر
عن ديارٍ بعدَ مجدٍ خَمَلَت
وبَنُوها الصِيدُ صاروا في النَفَر
ما بَقى من عِزٍّ أجدادٍ لهم
غيرُ ذِكرى مَن غَدا ضِمن الحُفَر
عن وكم من أنَّةٍ في وَتَري
في صَداها عَنعَناتٌ عن خَبَر
باطلاً تَرجُونَ لَحناً مُفرِحاً
قَطَّعَت أطرَبَ أوتاري العِبَر
فَدعُوا قلبي معَ الباكِينَ في
مأتَمِ العَيشِ على حالِ البَشَر
- 2-أخي يا أخي
يا أخي، يا أخي، المصاعب شتى
وبعيد مرادنا والموارد
وأمام العيون درب عسير
لم تسر قبلنا عليها الأوابد
مظلم، موحش، كثير الأفاعي والسعالي المستهويات الطرائد
غير أن المسير لا بد منه
إن أردنا إدراك بعض المواعد
فلنسر في الظلام، في القفر، في الوحشة في الويل، في طريق المجاهد
فلنسر أعزلين إلا من الحق سلاحًا
والفكر حاد وقائد
وإذا اشتدت الذئاب عواء
فلنقابل عواءها بالنشائد
وإذا احلولك الظلام أضأنا
مشعل القلب مثل نار المواقد
يا أخي، يا رفيق عزمي وضعفي
سر نكابد، إن الشجاع المكابد!
فإذا ما عييتُ تسند ضعفي
وأنا بعد ذا لضعفك ساند
سر ؛تقدم لكي نخط طريقًا
لأُباة الهوان عند الشدائد
يا أخي، يا أخي، المصاعب شتى
غير أنَّا في سيرنا غير واحد
فلنسر، فلنسر، وإما هلكنا
قبل إدراكنا المنى والمواعد
فكفانا إنَّا ابتدأنا وإنَّا
إن عجزنا فقد بدأنا نشاهد!