مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
الطفلة الشقيّة التي سرقت آخر حبّاتِ السوس من دكان قلبي وفلّت…
لم أنتبه
لا أذكر إلاّ طفلةً تسألني:
بكم هذا (الثوث)؟
كيف أستعيد حبّاتِ (الثوث) وقد سلكن دروبا من دمها الخفيف
لم يزل العمر
في بحث عنها
****
مااقترب من مداراتها
إلاّ وصار ساذج الأطفال وأغباهم..
هي كونه الوحيد…هي شمسه الوحيدة…
وردتُه…حليبه اليومي…
وهي مداه الحرُّ
ياحضنها الرحيب
تشرق دنياه إذا ناغته ساعة الفجر الندي…
وإما ألقمته لهّاية الأطفال؛
لاعينان إلا عيناها الحزينتان
إذ تمدّان خيطا لايُرى إلى قلبه
ولايدان إلا يداها
****
لهٌ الليلُ الطويلُ
والأحلامُ القصيرةُ لهُ
ويحها الناصية مكتظةٌ بالقوانين والبعد والمسافات
لكنها الأحلامُ فوق القوانين
نثرَ على غفوي فُلاًّ وياسمين
أصابعُهُ النورُ دَرَجت على وجهي
واختبأ خلف الياسمينة البعيدة
وركضتُ وراءَهُ
بلا أنا
إلاّ من ورقةِ التوت
نبضًا على نبضٍ من التيه
دلّ عليه فوح الياسمين
ياشهقة العجيّ الضحوك!!!
هي الأحلام فوق القوانين
وألقى إلى لهفي سلّةَ التينِ المعجونِ بشهدٍ باردٍ من تيكَ الجبال
ودحرجَ على وجهي رمّانا يقطرُ خمرا
والحافيتانِ قدماه ُتهرسانِ عنبَ الشام جدولاً من نبيذ
وكانت موسيقى الآه فوق القوانين
يا كونًا من الفاكهة ألثمها وتقضمني وتلثمني وأقضمها
حتى سقطت شمسُ الضحى بيننا
هرب الليلُ
هي الأحلام قصيرةُ جدا
وإن ظلّت فوق القوانين
****
أعدني لنافذةِ الروحِ
فلقد تهتُ ذرعا
أينهُ شغبُك الطفوليّ كل يومِ؟
أينه شهدُ لثغك اللغوي؟
أعدني هنيهةً
أصطبي من قضبانها فُتاتَ روحي
نسيتها هناك حنّاء على كفّك المجروحِ
كفاني
أعُدُّ رمالها البيد
وتطوافٌ فوق المدائن
أتبع فوح الياسمين
لست أراك فاكهة المواسم
ولاشرابا معتّقَ البوحِ
أقبّلُها التوبةَ
فاعذرها انفلاتات روحي
****
عادوا إلى منازلهم في الغياب
تركوا لي وسم القبيلة
ومسافاتٍ من الوجد أرهقها حنين وشجن
حتى أرواحهم أسراب الحمام
(هججنَ هجيجَ الصيد)
كأن لم يكن بيننا خبز وملح من افتراض
وورودٌ بلا عطر
و صمتٌ حلو المذاق
ومدٌّ وجزرٌ من صدق الكلام
وهههههه سافرةُ القناع
هل آيتي أن أكتمَ غباءَ النّبضِ؟
أن تنتبذَ روحي زجاجةَ بُعد/فَقد
أياالرئامُ الجافلاتُ
ماذا بَعد؟
معفّرُ اللهفة لكنني
ماسرقتُ خوخًا من بساتينكم
وما جسّت يداي
من رمانكم وتينكم
ولست الذي كسفتها شمسَكم
ولم أعترف يوماً أن الأسودَ لونٌ
ليعثِّرَ الليلُ همسَكم
قتلني الجفلُ
ولستُ أقتات ُعلى ألمِ الرئامِ الجافلات
****
يمرُّ بسوق ِعِطارةٍ بالشهباء
احتارتِ السُّوقُ
بخلطة ِمَزَاجِهِ
أراه الآن َيكمش بأطراف حنّائه
من كل زوج بهيج
رمقني بالغمض
وطرن الزاجلات ُإليّ
: هاتِ عمرَكَ منذُ الآنَ بين أطراف حنّائي
عشرينَ أصغّرُهُ من شهد ِرضابي
وأكبّرهُ عشرينَ بعلقمٍ من غيابي
****
طللنا قبل الشمس
فنهدهدَ خاطرَ الجوريّ
ونقبّلَ عن وجنتيه الندى
ألقى في البحر مَرهَمَ فطامي
ربّما ابتاعه من سوق عطارة بالشهباء
فألقيت كدر الليالي في الفراغ البعيد
ماعاد لعويل الفطام وأنينه صدى
تطوف روحه كل المدائن
وفوق مدينتي يهدي غيمها التشرينيّ
هطلا شهدا فاض فوق ابتسام المدى
وماذا نبضُك فاعلٌ؟
وما يفعل مفطوم الليالي؟
وبه بداوةٌ
سيشطٌّ فوق اللِّجام
سيلثمُ كل هتوفٍ
ويطرقِع ُهدأة البال
ويعود إلى دفتر الأحلام
عادوا إلى منازل الغيب
فتاهَ كلُّ أثرٍ لرحلة الصيف
أنكرت الفيزياء كل القوافل
وأنكر الصدى لحن حاديها
نغّصوا ثرثرة النبيذ الأخيرة
تشردق بانتشائه
أكلوا نومه كاملا
فطلعت بين يديه شمس فاترة
****
مكتظٌّ بالغآئبين
تجمّدرجَعُ قهقهاتِهم بين أصابعي
تمرُّ بحزني ثرثرتهم دخانا يلتحق بالغيم الشارد
ليس لي إلاعبيقُ ياسمينهم انبلاجَ الصبح
وأحمرُ تفاحِهم يصبغ نبضي
سدّوا كلَّ بابٍ مماكانوا يسطرون
ومرّوا عن قمحي الحورانيّ مأخوذين بالزوان
فتشردقت سنبلاتي بالضحك البكاء
ودهنوا نوافذهم بالليل القاتم كيلا يصطبي قلبي إليهم
أو يسترقَ فُتاتَ الذكريات
عفسوا دحنونته الندية قبل إيناع
تُقطِّع ُقلوبَ القوافل
حين أنّت أنين الفطيم
هاكمُ صلصال َيميني حافنة الدمع
بين أصابعها مفازاتٌ من فراغ
****
كالبحر
لمّا غافلَ الغروب الخجول
لملم ّأطرافَ موجِه
وغاصَ في عينِ الغموض
لفّعَ نياط َقلبي بملامحِ وجههِ التي سمعتُها
وألقاها هناك
ولا أعرفُ ما هناك!!!!
أنكرَ كلَّ ضحكاتِه التي رأتني
مااسترقتُ منه إلاّ آهًا وحيدة
أملّحُ بها خبزَ الذكريات
****
وتمرّ بي المساءاتُ الثقيلة
ولم أزل حاطًبا أُفُقَ الغيب
بفأسٍ من النأي الصّموت
وأمسحُ عن جبيني حروفي الغبيّات
وبي حُبْسَةٌ قديمةٌ
عن الكلامِ
عن الهُيامِ
عنِ اشتهائي
عن الأحلامِ
والإِ قدامِ
وحين أخرج على حُبْسَتي
أمشي على رأسي
ولا أملك إلاّ وجهاً من ابتسامِ
ويدينِ لاتطولانِ
في فضاء الله تشبّرانِ
بهما :
إبهام ٌيجيدُ الإمضاءَ على كلّ شيء والكشط
وسبّابة ُالتوحيد
والوسطى أُومِىء بها للتافهين
قالت لي صغيرتي ذاتَ لومٍ:
أبتِ أنتَ مخلوقُ من خيال!!!
فقالت لها دموعي
وخفقةٌ من ضلوعي:
أنا مُلصَقٌ من الورد من غير عُطْر
أنا مُلصَقٌ من نار بلا دفء
أنا مُلصَقٌ لشمسٍ تأبى الشروق
أنا مُلصَقٌ لغيمةٍ حبلى بالوعود
****
كل شيء آيلٌ للوهم
إلاّ وجهك ياالله
بي طفلٌ يتفيأ ظلاله
ركب رأسه العاطفي
وزلاجته ذات شتاء
يتبع آباد ضحكاتها
حتى الآن لم يعد
****
المصطفُّون على باب كهفك البعيد
ترتطم عيونهم الطالعات بجدارن العتمة
نشيدهم الموحّد غائر
في بئر صامتة
يأخذهم السبات
ونمل الأسئلة يأكل ماتبقى من جماجمهم
: لمَ شمسُك معصوبةُ العينين؟
بمَ تخنق صوتك في الميازيب؟
*****
تمتمت لي من كهف بعيد الغموض
أنتَ كلُّ شيءٍ لا أكثر
لا أملك حدود وجهي فأرسله إلى صوم شفتيك
ولاأملك حرّان َهمسي فأحرقَ به ماتبقى من فؤادك
شربتَ رحيق روحي في كؤوس الحروف الندية
ألم تثمل نبيذ قصائدي؟
ألم أكن غيبك في فاكهتي المجففة
هاؤمُ
المُصْطَفُّونَ على بابي
الطالعات ُعيونهم ترقّبُ غدوي وروحي وبوصلة حرفي
لهم قلوبٌ أحركها كيفما أشاء
أبصر بوحهم ولايبصرون
همُ لاشيء ….ولا أكثر
*******
غيمةٌ فوق سيناء
أغدقت عليّ بودق اليقين
كانت روحها…
وقالت لي:
مكحّلُ العينين
أمْ شحوبُ الفِراقِ مَكْيَجَ تي الجفون!!!
يا شهدًا من شفتيكَ دوائي!!
وعلى غرغرة العام
ذاب الكلام
مات أجمل ُ الأفعال
الكلام
*******
قتلتَ أجملَ الأفعالِ
كلامي
أقمْ كيفما شئتَ قلاعَكَ
من الأيامِ
وسورَكَ البابليّ
وجدارَكَ الفاصل
بهما لامسْ زرقةالسماء و(حقوق الخيال)
وافرضْ طوقَكَ على همسي وبوحي
أنا من عميق صمتي المعزول
يتفلَّتُ على طريق القوافل إليكَ
كمأُ هُيامي
*******
بك طفل ساذج جدا
– وإن امتصّ الدهر نبيذ وجنتيك–
ليل يتسلل الغفو إليه
يغمر رأسه بدفء الغطاء
كي لايفقهوا قهقهة التنهيد
وأن لايفهم دمعه أحد
فالطفلة التي ماشاف وجهها عند الغيم
كانت تقفز فوق الغيم
وتسابق كل الغيم
تاهت عن عينيه هناك
وكان
قد
قَ طَ فَ لها
نجمة
1
فِي أَوَجِّ تَمَزُقِكَ الْرُوْحِي
لَنْ يَسْتَطِيْعَ أَحَدٌ تَرْمِيْمَ أَعْمَاقِكَ الْمَهْدُوْمَةِ
2
مَازِلْتُ أَسْمَعُ صَوْتَ الْنَاي
لَمْ أَنْسَ لَحْظَةَ الْوَدَاعِ
3
هَذِه الْنًَوَارِسُ
عَزْفُ الْمُوْسِيْقَا عَلىَ أَوْتَارِ الْبَحْرِ
4
صَوْتُكَ سُكَرٌ
يَذُوْبُ فِي قَلْبِي
5
كَحَبَةِ قَمْحٍ
مُلْتَصِّقُ بالأَرْضِ
مُتَجِهٌ إِلَى الْسَمَاءِ
6
لَسْتُ وَحِيْدَاً
مَعِيَّ حُزْنِي
7
إِنَّنِي أَشُمُّ فِي أُمِي
رَائِحَةَ الْقَمْحِ
وَغُصْنَ الْزَيْتُوْنِ
وَعَاطِفَةَ الْبَيَاضِ
8
عِنْدَمَا تَعَثَرْتُ
اِبْتَسَمَتْ وُجُوْهُ أعْدَائِي
وَقُلُوْبُ أَصْدِقَائِي
9
يَاللِسَذَاجَةِ
كُلُّ ذَلِكَ الأَلَمُ
يَمْحُوْهُ مَرْهَمُ الْحُضُوْرِ!
10
أَحْتَاجُ إِلَى عَصَا الْرَاحَةِ
كَيأَهُشَّ بِهَا تَعَبِي
طمع قلبي فساومت عقلي وتجاوزت ضعفي واتكأت على الحظ
أصابعي تعزف نوتة الخوف وكلامي يتناثر في السماء وافقد السيطرة .
كومة أسئلة وألف تعجب وحيرة وظلمة وقلب مبتور وأنا في وسط كل ذلك .
احتوانا وطاف بنا الوقت وأكْذِبُ على نفسي وأتوازن وتُكَّذِبُ عباراتي كل ذلك.
يشقني سؤال اكتشافها ، وانتصب في هدوء غرابة حظ ليس أكثر .
وتطوف بنا الأماكن والظلام يلفها والسكون يفضح الأنفاس والعيون تهتك ستر الظلام .
جوع يقود الحديث لا أعلم ربما تصنع الحظ ذلك ليطعمني بسخاء .
نظراتنا يسابق بعضها ،ووجه يتحرر ونَفسٌ عميق يشق المكان وينبت ذاك الياسمين
شهوةٌ تقفز من عينيها ، ونظراتها تمارس العري وقلب طفلة .
والوقت يمضي والسعادة لا تتوقف
يسرق بعضنا الآخر وعيوني ترشف من صدرها شوق السنين .
أنملةٌ تتجرأ وأصبعٌ يخاف وآخر يبكي ونحن وذلك المد والجزر ..
أتقدم فتحجم وتفعل وأنزوي على خوفي .
قبلة حائرةٌ في عينيها ، ورجفةٌ بيديها ، وتَسارعٌ في نبضها ، وآهة تخترق الصمت.
نظراتنا تعانق بعضها ، ونسد فاقة موحشة ..
الحديث لا يستقر بمكان ،وترشفه بصمت ، وتغص بتعجبها كيف انتصرتُ على ممارستي.
يأكلنا الجوع ونلتهم الصبر وتعبره بعينيها ..ما أعظمك أين سأكون منك !
أمنية ألقتها فوق طاولة الحظ ، ولا يكذبها الحقيقة لتتكئ على صدره وترك لها مجرة أسئلة
وتسير بنا الطريق ويقطع وجعها الحديث إني أتألم ..هنا .. أم هنا وتركتها تسكُن لا أعلم خوفا أم رغبة .
كيف له أن يفعل ذلك ..هل يمتعه هذا … وهل .. وحارت إجاباتي بإقناعها وعاودها الوجع
وأعود اقتفي أثره ..هنا… .أم هنا وامتد فينزعها الصوت ويقتله سؤال.
ينتفض بداخله وتلبسه حمى ويغص بأسئلته ويتوسطه تعجب كبير
أي وجهة قادمة ويصمت ويتململ الحرف في شفتيها وشكرا تقوم بما يلزم .
في عينيها حيرة وجرأة شهوة وتمنع وجمعت تناقضات الكون .
من يقود روحي بهذا الظلام .
عباراتنا متضاربة وسقف أحلامنا يبلله المطر والمأوى قريب .
نتبادل النظرات ولا أعلم من الأقوى لينظر بالآخر ومن يقرأ السطور المبهمة في ظلمة هذا الليل .
من هنا لا من هناك أفضل.. واستدر فالروح لها مطالع .
لحظات لم تكن بالحلم لتلدها الحقيقة والسعادة بعينيها قصيدة يسكنها تعجب .تدلف بهدوء وتحمل معها رائحتها وما تبقى منها وتركت له حيرة يمضغها إلى يومه .
* … مدخل …*
انطلاقه روح …نقطة من حبر تتمرد على ذاتها …
وتنتثر فوق أنين منبعث …
برودةٌ تغزوني …
سكون يلجمني …
وصرخات ممزقة تعلو …
خلف أصوات الضباب …
أأتبعها أم صدى آهاتي يصلها …؟
أكــــــــــــاد أن أُلبس اصبعي سكيناً …
يمزق أجزاء جسدي …
ليسقط كبقع فوق رمال …
أوجعتها دمائي المتساقطة …
وأبكتها صرخاتي الصامتة وسط …
اعتصار قلبٍ أصبحت شرايينه …
كـحبالٍ عصفت بها رياح الذكريات …
المظلمه بين دهاليز عُتّقت بالألم …
وأبقت آثارها نزفاً نُحت …
على مفارق الهوى …
وأبقاه طفلاً تاه وسط زحام البشر …
فهناك من يسكت بكاءه …
بقطع من السكر يتذوقه سرعان ما تذوب قطعه …
وتتلاشى …
ويعود البرد فـيمزقه …
وآخر يقعدهُ على عتبة لـيسكن دمعه …
بتدوير شريط الذكريات لعله يعود من حيث أتى …
ولم يدركوا أن افتقارهُ إلى حضنٍ …
فاض الدفء والحنان منه ولكنه رحل …
فيعود البرد يمزقه …
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه …
وبكِ أكون …
آلام…لا تنتهي …
ونزفٌ….لا ينقطع …
وأوجاع تُخاط بـإبرٍ…من نسيج أسود …
كدماء قلبي المعتصر …
فقد رحل نبضه وسكنتهُ …
أشباح الذكرى خلف أبواب …
تطرق لتفتح ضجيج أصوات …
عبثت بذاكرتي ومحت بداخلي …
إحساس الحياة …
وأبقتني جثة يحملها قلبٌ ممزقٌ من الهوى …
أم قلبٌ تساقطت أوراقهُ كصفحات …
كُتب عليها بأحبرٍ من نزفهِ …
وتركتهُ بقعةً لا تندثر …
لتبقى أوجاعي معلقة …
فوق رمال تتطاير ذراتها فتعلق بدمائي …
وتسطر فوقها قلباً كان هنا …
ورحل بعد أن قيدتهُ حبال الألم …
فحملته إلى ذاك المرفأ …
القادمة أمواجهُ برنين صوتها …
المنبعث من احتضان البحر …
لهدبها …
وهي تعلو صرخاتها …
نداءً لحروفي الصامتة …
التي تتسائل …
بداخلها المنتظر …
إلى أي مدى سيسترق البصر …؟
وإلى أي ميناء ستحمل زوارقي المنهكة من الصبر …؟
وهل ألقت بـحطامها على مرفأ ماؤه عكر…؟
وجسدي المنهك من الألم …
ينتظر فقط أن تصلهُ قطرة من دمها …
فقد أعياهُ حقنها وبقى متنملاً …
فصمتُّ أمامه وأنا أحمل كأسي بيدي …
وأنزل أطراف قدمي لتتلاقى بهِ …
وأتساءل بداخلي الموشح بالصمت المعتم …
أيمكن أن تلامس أطرافي تلك المياه …؟
مكثت كثيراً أنتظر وأنتظر …
أن تدنو مني تلك المياه ولكنها أبت …
فألقيت بحجرٍ ربما يصل إلى ذاك المدى المسترق من بصري …
ولكنى لا أرى سوى تردد الماء يتسع شيئاً فشيئاً …
ومازلت أتحسس وصولها ولكنها أبت …
وما زلتُ ألقي بتلك الحجارة …
وهي تتسع ولم ألمس إحساسها …
إلا عندما تذوقت طعم عّكر الماء بفمي …
فأدركت حينها …
أن وابلاً من الذكريات فاض من كأسي …
وأغرق ماء البحر …
فحمل إلي أشلاءً من زوارقي …
التي أغرقتها منذ أعوام بقاع البحر …
ولم أدرك أن حجار ذكرياتي التي ألقيتها …
ستعُيد ماضياً أغرق ولكن بقت أطراف أقدامهِ …
تتدلى كلما حملت كأسي بين يدي …
أرتشف منه ماءً أشد ملوحة من البحر …
لتقتل بداخلي كل نبض للحياة …
قد راودهُ فكر الرجوع إلى نصوص …
نسجت حروفها بأوتار نبضٍ …
أعاد رسم الحروف ونداها …
وتسكب على أسطرها من كأسي …
الممتلئة بقطعٍ من السكر من دمها …
لتنملها كما تنمل جسدي بها …فأنا رجلٌ أحقن دمي …
بإبرٍ من الأنسولين …
لـتستسقي شراييني وأجزاء …
جسدي بدمها ..
فإبرها أحيته …
ولكن تكسرت وتناثرت …
وبقت ملتصقة بحطام زوارقي …
لتحملها الأمواج من بحرٍ إلى بحر …
لربما تغسلها من بقايا الألم الموجوع …
ولكن أبى عّكرها أن يزول …
وبقيت أنا أبحث عن بقايا …
من قطرات الأنسولين …
المعبق بدمها لعلها …
تسكن ما تبقى من أجزاء …
جسدي لينبض …
بحبها الغارق في قيعان البحار …
فلا تعُيده إلا حجارة ألقتها …
ذاكرتي ومرفأ يحمل بقايا …
رجلٍ يحمل كأساً وإبراً … من دمها …
ولا يهمني لون البحر في العيون …
أسوداً كان أم أزرق …
فعيون حبيبتي هي البحر …
الذي يستوعب كل البشر …
نعم مررت بألف مـلاك …
وألف فتاة …
لكن قلبي لا يشع فيه …
إلا ملاك واحد ونـور …
فهى جرعات الأنسولين فى دمى …
لكي أحيا وأموت فى حبها …
* … مخرج … *
أما آن للروح أن تستريح هنا …؟
تعاد النقطة المنسكبة من الحبر إلى فوه القلم …؟