مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
كيف يعيد الانسان اختراع ذاته في لحظة مفصلية من الحياة ، وبداخله مفاهيمه القديمة للمصطلحات المادية ، المدونة بواقعية الآخرين .. مجردة المعنى زاحفةً من الطي إلى النسيان إلى الولادة مرة أخرى ، في شرنقة تكاد أن تتحول من قيد إلى قيد ، منحسرةً في آفاقٍ مصيرها العودة من وجود نائم . هذا الوجود بحد ذاته كرة أخرى بأفواه تملكها خيالات شعرٍ و رواية وقصة يسردها سيد عجوز لأحفاده .
في حين تترهل أفكاره التي عاشت تحت قيد الهيمنة والاستعلاء البغيض ، ليجد نفسه متعفناً في خوفه واضطراباته التي انهالت عليه كبيت عنكبوت نكزه صوت الشارع ، وهو يتلوث بأحذية المارة المختلفين في أفكارهم وأساليبهم ، يجرون خلفهم ويلات من النقصان والانتماء المجرد من الشيء والشيء الآخر …تلوذ بداخلهم كفوف قوم نائمة، تراوغ كيفياتهم بين كل معاني الاستحواذ الذي يجمع امتداده في عشية وضحاها ….
تقتنص الذات بداياتها كتأويل لتتحرر من ظن فكرة كثرت حولها حروب الكيف والكم، ونسيت أن ترسم الواقع بمعناه الأصلي الذي توجهه الحقيقة والتي وجد عليها فالعالم الذي بين يدي هو مجرد فكرة تبحث عن المعنى الترميزي الذي ينادي بالأشياء على غير مسماها وبداخلها مضامين مستعارة من فضاء الإنسان ذات إيقاع محدود تتوالد بداخلة أسئلة الليل حين داهمت دماغه وهو نائم ليتمكن من صنع المعنى ويذكر حقيقته المتعافية أنه إنسان .
عنبر المطيري
قدّمت المملكة العربية السعودية ملفها لاستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030 ، وهي تعلم مسبقاً بأنّها أمام تحديات كبيرة ومنافسات أكبر وتكمن تلك الصعوبة إنها ستنافس مدن عالمية ومنها كوريا الجنوبية وإيطاليا وهي بلا شك ضمن المدن العالمية الشهيرة التي لها من التجارب التراكمية والخبرات الدولية الكثير الكثير ، وتعلم الرياض بأن هذه المنافسة تتقاطع فيها الكثير من الخطوط السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتنموية والفكرية ؛ لذا كانت الرياض هي نقطة التقاء لكل العالم ونقطة التقاء لكل الخطوط لتضرب موعداً مع المعرض العالمي الدولي «إكسبو 2030» تحت عنوان رئيس : ” حقبة التغيير : معاً نستشرف المستقبل ” . ففي عاصمة الحب والنور ” باريس ” اختارت الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض “العاصمة السعودية ” الرياض ” لتكون مقراً لمعرض «إكسبو 2030» بعد اقتراع سرّي شمل مائة وثمانين دولة لتكتب الرياض فوزها الساحق والمستحق بمائة وتسعة عشر صوتاً وبفارق كبير عن المدينتين لتكون الرياض المدينة الأولى عالمياً التي تعلن فوزها منذ الجولة الأولى . هذا النجاح العالمي قادنا إليه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – والذي يعرف سبر أغواره هذا النجاح وتحدياته وتداعياته وهو يستشرف هذا النجاح منذ قدّمت السعودية ملفها إذ كان هذا الملف استثنائياً يتميّز بالجدّة والابتكار إذا يقدّم تجربة غير مسبوقة وغير متوقعة بعيداً عن التقليدية مما منحه بُعداً جديداً يحمل معانٍ إنسانية نبيلة وعمقاً دولياً تشاركياً ينشده العالم بأسره . ملف الاستضافة جاء متماهياً مع رؤية ولي العهد ( 2030 ) فكان جزء من مشروع دولة تسابق الزمن في تسارع نهضتها ونموّها على كافة الأصعدة نحو العالمية فقد شهدت المملكة العربية السعودية خلال الفترة الوجيزة الماضية الكثير من المؤتمرات الدولية والمنتديات والبرامج العالمية والتي كان لها الدور الكبير في الترويج لملف الاستضافة العالمي « إكسبو 2030 » , والجميل المدهش أن الملف السعودي كان يحمل روح الدبلوماسية السعودية في معظم عواصم العالم فهو خارطة طريق نحو رؤية ( 2030 ) رؤية ولي العهد رؤية التجديد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – إن استضافة المملكة لـ(إكسبو 2030) تمثّل رسالة عالمية من أرض الأصالة والعادات والتقاليد والقيم الإنسانية العظيمة من أرض الهدي والحب والسلام والأمن والازدهار والتطور والنماء ونبذ العصبية التطرّف والكراهية والأحقاد والعنصرية والخلاف والسفك والحروب والقتل والدمار من أرض الحضارة الإنسانية والتعايش والتاريخ الإسلامي الناصع من أرض الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم . هذه الرسالة التي حملت 7.8 مليار دولار هي الميزانية التي اعتمدت لتنظيم معرض (إكسبو 2030) في الرياض هي رسالة ترحيبية بكل العالم في عاصمة السلام والمستقبل عاصمة الرقي والتنمية نحو الفضاءات الاستثمارية والمشاريع العظمى نحو الأحلام التي تتحقق والنجاحات التي تبدأ قصصها برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة والتي من خلالها لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام كما يردَدها ويؤمن بها عرَاب الرؤية والمستقبل ولي العهد الطموح . هذا المنجز الوطني الكبير الذي كسبته بلادنا العظيمة ينطلق من مبدأ السلام والاعتدال والاحترام والتعايش والحوار والجدَة والابتكار نحو هدف سام وطموح يعانق السحاب .
ومضة :
يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان : ” طموحنا أن يكون اقتصادنا أكبر مما نحن فيه اليوم، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف يكون وطننا جزءًا مساهمًا في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري ” .
برهةٌ من الوقتِ يتصاعد فيها بخار قهوتي الزكيّة
وتتصاعد أفكاري معكل قطعة من مربعات السكر ،
والهدوء يعمُّ المكان السابعة صباحاً ومنشرفتي أنظرُ
للشارع المطلّ على المدينة فقد تسلل شتاء ديسمبر
من شرفتي وأرسل معه البرد والحب والمطر يتساقط بقوة ،
سيّدةحسناء تستظل بمظلتها والصغار يلعبون تحت المطر ،
الأرصفة والساحات مثقلة بالبرد ،
وتعود ليالي ديسمبرالطويلة
ومعها الذكريات التي شكّلتنا وجدانياً ،
ومن شرفةديسمبر استجمع جميع الحكايا
والقصص التي قرأتهاوعشتها زمناً ،
انفث في يديّ فيعود نَفَسِي محمّلاً بالدفء
، والضباب يسقط رذاذه على شرفتي
ويعزف ألحانه أنشودة العام ، وتشرق الشمس ،
وتشرق معها أحلام ديسمبر التي كنّا نرسمها في خيالاتنا
وفي كراسة الحياة ،
ديسمبر الذي كلما عاد لنا أتى ومعه منزلنا الصغير الدافئ وشجرة الياسمين ،
ديسمبر الذي زارني حُلُماً وأهداني قلادة العام ، وغناء العصافير ،
وفي ديسمبرَ يكون الطهروالحب والجمال ودفء الأم ، والأخوات
فقد حلّ كل عُقَدْ الحُبِّ التي كنّانعتقدها، وأعاد تشكيل فلسفتنا للحياة
وعدنا كالعصافير أحراراًنغني من شرفة ديسمبر ،
وتشرق شمس ديسمبر مجدداً
وتشرق أحلامنا وآمالنا كل عام ،
فما قيمة الحياة دون حُلُم وأمل وشرفة ديسمبر ؟!
فكرة أخيرة :
من شرفة ديسمبر …
يا آخر ملامح هذا العام
كُن لطيفًا…
كُن مهدًا لأحلامنا..
كُن شمسًا لوطنٍ غاب فيه النّور
أطفئ لهيب أُغسطس فينا وهدئ ضياع سبتمبر
ونزاعات أكتوبر وتخبّط نوفمبر..
كُن خُلاصة لكل أوجاع هذه السنة .
فنار و وهج ..
في حياةِ كلٍ منا حائطٌ كبير فيه خاناتٌ معينة تُوهبُ لأفرادٍ معينين، كلُّ فردٍ له خانة تحيطُ بمساحتهِ وتليقُ بمكانته.. فالخاناتُ الكبيرة تُمنحُ لمن لهم حقُّ البرِ و الرحم.. وتتضاءلُ الخاناتُ بتقلصِ الحقوقِ الواجبةِ لأحدهِم، إن وهبتَ خانةً كبيرة لعنصرٍ ضئيل ضاع في رحابتها، وأفسدَ الخانةَ، وربما تجاوزَ فأفسدَ خاناتٍ مجاورة.. وإن وهبْتَ خانةً صغيرة لمن يستحق أكبرَ منها، لربما تعسرت حريتهُ فيها، وقد تُطبقُ عليه أضلاعها اختناقًا و ضيقًا. إعطاءُ خانةِ الوالدين للأصدقاء عقوقٌ و هدر لحقوقهما وإسبالُ سِيادةٍ للصديق لاتحق له.. أن تجعلي صاحبةً تسرق خانةَ شريكِ الحياة سيجعلهُ ذلك في حالةِ حرمان دائمة. أن تَهبَ زوجتكَ خاناتِ أهلكَ مجتمعين وتحشرهم في خانتها ظلمٌ وهضمٌ لحقوقهم.. أن تمنحَ الغريبَ خانة القريبِ وذي الرحم تكون بهذا قد فرَّطتَ في صِلاتكَ ولربما ندمتَ على منحِ من لاتعرف مالا يستحق، ذو اللبِّ لايقضي أيامه ناسكًا في محرابِ صداقاته مهملاً من قد يكونون سببًا في رضا الله عليه.. فاقدُ الحكمةِ يفسدُ حياتَه بعدم قدرتهِ على إشغالِ الفراغِ المناسب بالعنصرِ الملائم، كلعبةِ لغزِ القطعِ الصغيرة.. لكل قطعةٍ مكانُها و إلا فسد الشكلُ و انهارَ البناء. ربطُ الخانةِ بعنصرها فنٌ يجيدهُ من يضعون الناس في منازلهم.. فيُسعِدون و يَسْعَدون .